إذا تأملت في العصر الذي قبله، أعني: عصر الخلفاء الراشدين, تجد الشهرة والكثرة هي للصحابة، أما التابعون الذين هم لهم الظهور معهم في العلم والفتوى فإنهم قليلون من تلاميذهم, وغالبهم مخضرمون أدركوا الجاهلية والإسلام، أما عصر صغار الصحابة فقد انعكس الحال, وصارت الغلبة والكثرة والشهرة للتابعين لقلة الصحابة وموت كباهم، واشتغال صغارهم بالسياسة؛ إذ كانوا يتبركون بتوليتهم ويقدمونهم لذلك على غيرهم, لشدة أمانتهم وعدلهم في أحكامهم وصرامتهم، وبقية الفروق تدركها من مراجعة الأمور الأربعة المبينة في ترجمة عصر صغار الصحابة وكبار التابعين, فعليك بها.