الذي توفي سنة "٣٧٠" سبعين وثلاثمائة١، إنما مهر في اللغة لما أسرته القرامطة, وأقام في صحراء الدهناء والصمان، فلذلك التاريخ كانت اللغة لم تفسد في أعراب البادية كما ذكره في كتاب التهذيب ونقله عنه ابن خلكان، لكن الظاهر عندي أن المراد أنها لم تفسد تمامًا, لينفق مع ما هو منصوص لهم من أن نقل الجوهري عن عرب زمانه ليس بحجة لدخول الفساد في لغتهم, وكان عصره مقاربًا للعصر السابق، ولا زالت في البوادي بقية الفصاحة إلى زماننا هذا, ولغتهم أرقى من الحواضر وأقرب إلى لغة القرآن في مغربنا الأقصى، ورغمًا عن جميع ما تقدَّم, فالفقه بقي متقدمًا في عنفوان شبابه لم يتأخر مدة المائة الأولى، نعم وظيفة الفقيه زادت صعوبة, وصار الفقيه محتاجًا إلى حفظ واسع وفكر وقّاد، وتقدَّمت علة ذلك.