[من اشتهر بالفتية من الصحابة والتابعين، زمن الخلفاء]
[ترجمة عائشة، وحفصة]
فمنهم عائشة الصديقية:
بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما, وزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم، أعلم نساء الأمة التي روت لنا شطر الدين، ملأت فتاويها كتب الصحاح، بل العالم الإسلامي شرقًا وغربًا.
وكان كبار الصحابة وأعلامهم يستفتونها ويرجعون لرأيها، وكانت تناظر علماءههم وترد عليهم, فكم من مرة ردَّت على أبي هريرة وعبد الله بن عمر وابن عباس وغيرهم، ولم لا, وهي أحب أزواج الرسول إلى الرسول، حضرته سفرًا وحضرًا, بل شاهدت وعلمت ما لم يطَّلع عليه غيرها، وكان لها الرأي الصائب في الفتوى والاستنباط، حافظة لأشعار العرب وأيامهم.
وقد قال فيها عروة بن الزبير: لم يكن أحد أعلم بقضاء ولا فرائض ولا بأيام الجاهلية، ولا بطب ولا شعر من عائشة -رضي الله عنها.
وهي أحد المكثرين للحديث النبوي, جاوزوا الألف العارفين بالسنة والفقه. وترجمتها واسعة لا يسعها هذا المحل، توفيت سنة "٥٧" سبع وخمسين, ولاشتهار فتاويها زمن الخلفاء وإحرازهم لمقامٍ عظيم زينا هذا العصر بترجمتها, وإلا فهي بالعصر قبله أحق١.
حفصة بنت عمر بن الخطاب:
أم المؤمنين -رضي الله عنها، لها نحو ستين حديثًا ترويها عن زوجها الرسول -عليه السلام، ولها فتاوٍ مذكورة في كتب الحديث، ومن اجتهادها ما في صحيح مسلم عن أم مبشر أنها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول عند حفصة: "لا يدخل النار
١ عائشة الصديقة بنت أبي بكر الصديق: الكنية أم المؤمنين, أم عبد الله, التيمية: الثقات "٣/ ٣٢٣"، أسد الغابة "٧/ ١٨٨"، أعلام النساء "٣/ ٩"، والاستيعاب "٤/ ١٨٨١"، الإصابة "٨/ ١٦"، تجريد أسماء الصحابة "٢/ ٢٨٦"، تقريب التهذيب "٢/ ٦٠٦"، تهذيب الكمال "٣/ ٣٨٧"، حلية الأولياء "٢/ ٤٣"، طبقات ابن سعد "٨/ ٣٩"، والنجوم "١/ ١٥٠".