للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترجمة رابعهم الإمام سفيان ١ بن سعيد بن مسروق الثوري:

نسبة إلى ثور٢ بن عبد مناة, قبيلة من مضر، أحد الأئمة الأعلام، وإمام الكوفة والعراق، من أتباع التابعين، قال فيه ابن عيينة٣: ما رأيت أعلم بالحلال والحرام منه, وقال العجلي٤: كان لا يسمع شيئًا إلا حفظه, وقال: ما استودعت قلبي شيئًا فخانني فيه. روى عن أعلام التابعين كالأسود بن يزيد، وزيد بن أسلم، وخلائق، وروى عنه من أشياخه الأعمش٥، وابن عجلان٦، ومن أقرانه شعبة٧، ومالك، وقال ابن المبارك٨: ما كتبت عن أفضل منه.

قيل: روى عن عشرين ألفًا، قال الخطيب٩: كان الثوري إمامًا من أئمة المسلمين وعلمًا من أعلام الدين, مجمَعًا على إمامته مع الإتقان والضبط والحفظ والمعرفة والزهد والورع.

قال القعقاع بن حكيم: كنت عند المهدي وأتى سفيان الثوري, فلما دخل سلَّم عليه تسليم العامة ولم يسلم بالخلافة, والربيع قائم على رأسه متكئًا على سيفه يرقب أمره, فأقبل عليه المهدي بوجهٍ طلق وقال له: يا سفيان تفر منا ههنا وههنا, وتظن أنا لو أردناك بسوء لم نقدر عليك, فقد قدرنا عليك الآن, أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا.

قال سفين: إن تحكم فيَّ يحكم فيك ملك قادر يفرِّق بين الحق والباطل.

فقال له الربيع: يا أمير المؤمنين, ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا, ائذن لي أن أضرب عنقه, فقال له المهدي: اسكت, ويلك, وهل يريد هذا وأمثاله إلّا أن نقتلهم فنشقى بسعادتهم، اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يتعرَّض عليه


١ قال المؤلف -رحمه الله: سفيان مثلث السين.
٢ قال المؤلف -رحمه الله: بفتح المثلثة.
٣ سفيان.
٤ أحمد بن عبد الله بن صالح.
٥ سليمان بن مهران.
٦ محمد.
٧ ابن الحجاج.
٨ عبد الله.
٩ أحمد بن علي أبو بكر الخطيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>