للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتابة القرآن]

اعلم أن كتابة القرآن هو أول تدوين الفقه على الحقيقة، والقرآن قد كتب كله على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بغاية الإتقان، ولم تبق منه آية إلّا دونت ورتبت في محله في سورتها بلا خلاف، وكان للنبي -صلى الله عليه وسلم- كُتَّابٌ يبلغون أربعة وأربعين كاتبًا على ما في سبل الهدى والرشاد للشامي, وعدهم واحدًا واحدًا, ونظم العراقي بعضهم في ألفيته، وبيَّنَ أسماءهم صاحب صبح الأعشى أيضًا وغيره. منهم: زيد بن ثابت، وأُبَيّ بن كعب، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبو بكر وعمر، وعثمان، وعلي, وغيرهم، وكان العارفون بالكتابة في المدينة قليلين, لكن لما أُسِرَ أعيان مكة في وقعة بدر جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفداء مالًا، ومن لم يجد فدية علَّم عشرة من صبيان المدينة، وهكذا انتشرت الكتابة وكثر الكُتَّاب، ولكثرتهم لم يكن يخلو مجلسه -عليه السلام- ممن يقوم بهذا الوظيف المهم، ومن ألزمهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن ثابت، كان إذا نزل قرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- أتى به فأملى عليه, فكتب في اللخاف١ والأديم وجريد النخل وألواح العظام وغير ذلك, لعدم الكاغد٢ إذ ذاك عندهم.

وكل ما يكتب منه يبقى في منزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم, ويأخذ الكاتب منه نسخة لنفسه ليبثه في الصحابة, ويحفظه الحفاظ الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

وأشار في صحيح البخاري لبعضهم ومنهم:

١- ابن مسعود.

٢- سالم مولى أبي حذيفة.

٣- زيد بن ثابت.

٤- أُبَيّ بن كعب.

٥- معاذ بن جبل.

٦- أبو الدرداء.

٧- أبو زيد.

٨- أبو بكر


١ قال المؤلف -رحمه الله: اللخاف: حجارة بيض، ويؤخذ منه جواز كتابة القرآن في ألواح التعليم بالمدارس.
٢ الكاغد: القرطاس معرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>