قال: ووقع في صحيفة ٢٢٦ ج١ حديث "الخلافة ثلاثون سنة" إلخ، وهو حديث في سنن الترمذي عن سعيد بن جمهان عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه أشار إلى تضعيفه بقوله بعده، قال أبو عيسى: وفي الباب عن عمر وعلي قالا: لم يعهد النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة شيئا، وهذا حديث حسن رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن جمهان. قلت: وسعيد بن جمهان مختلف فيه وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان والنسائي، وقال ابن أبي حاتم: هو شيخ لا يحتج به، فإذا ضم ذلك إلى انفراده بهذا الحديث مع توفر الدواعي على نقل مثله اتضح ضعف هذا الحديث. ا. هـ. بحروفه.
وجوابه:
إن الحديث أخرجه أصحاب السنن الأربعة١ ومنهم أبو داود، وسكت عنه وقد نص في رسالته لأهل مكة أنه إذا أخرج حديثا، وسكت عنه، فهو صالح للحجية بل صححه ابن حبان وغيره، وسلم تصحيحه الحافظ في فتح الباري سطر ٢١ صحيفة ٨٢ ج١٣، وكفى بتسليم الحافظ حجة في صحة الحديث، وأما ما وهن به الباحث الحديث، فلا ينتج له ضعفه حتى لو لم يصححه الحافظ، فإن
١ أخرجه أبو داود "٤٦٤٦" و"٤٦٤٧"، والترمذي "٢٢٢٧"، وأحمد "٥/ ٢٢٠" و"٢٢١"، والطحاوي في مشكل الآثار "٤/ ٣١٣" وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان "١٥٣٤، ١٥٣٥"، والحاكم "٣/ ٧١، ١٤٥"، ووافقه الإمام الذهبي، وسعيد بن جمهان وثقه غير واحد من الأئمة منهم الإمام أحمد وابن معين وأبو داود، وقال في التقريب: صدوق له أفراد وللحديث شاهد عند البيهقي في "دلائل النبوة" من حديث أبي بكرة الثقفي وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف الحفظ، وحديثه حسن في الشواهد.