ومن الذي يؤذي العباد لسانه ... كالحاسد المغتاب والنمام
أثنوا عليه حيال أشرف بقعة ... ودعو لربه في أجل مقام
تفديه نفسي بالحياة فإن مضت ... تفديه بعدي نفس كل همام
ولعل ذاك ما يحب ويبتغي ... من سائر القراء في الإكرام
ولعل فكرك يا محمد الرضي ... لم يبق في الأفكار من إبهام
ومن المحقق أن روحك فيه لا ... تبلى ولا تفنى مع الأجسام
ولعله كان الدواء لعلتي ... وقريحتي من آلم الآلام
ودليل ذلك أنني ألفيته ... صبحًأ أغار على الدجا بحسام
وشعرت أن اللطف حيت تلوته ... أضحى يلم وزاد في الإلمام
وجزمت أنه مرشد للنجح لا ... يرشى ولا يخشى من اللوام
وبأن أمر الدين كالدنيا ولا ... إصلاح للدنيا بدون "نظام"
بل شمت لما أن نقهت سجيتي ... تنمو بجانها مع الأيام
وظفقت أنظِّم ما أشاء كأنني ... أصبحت في عصري أبا تمام
فافخر وصل بصواب فكرك ولتثق ... إن قلت إنه قد أصاب مرامي
لو لم يكن سهمًا لما قال الفتى ... فكري يصيب كما تصيب سهامي
ولقد رميت وما رميت وإنما ... رب السماء رمى بك المترامي
لا ريب في هذا لدى كل امرئ ... يهوي الحقائق من سلالة سام
ومن الذي يرتاب فيما قلته ... وبذاك تشهد ألسن الأقلام
فاهنأ أبا عبد الإله محمدًا ... بالعلم والتوفيق والإلهام
فالعلم نور الله عند عباده ... والكون دون العلم محض ظلام
والمرء مهما كان في ايامه ... إن لم ينله يعد في الأنعام
وبه غدوت لدى الأمير مقرَّبًا ... من صيد أهل النقض والإبرام
ورفلت في حلل الثناء وإنما ... عدم الثناء نهاية الإعدام
ولأنت يا حَجَوي غيث نافع ... لقلوبنا الموتى وللأحلام
والحافظ الفذ المحدث بيننا ... بالصدق حجته على المتعامي
والفضل فضل الله لا يحصى وهل ... تحصى نجوم الألفق بالأرقام
أعطاك ربك منه أشرف قسمة ... والناس في الأخرى على أقسام