للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليّ، وأفرضكم زيد بن ثابت، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ, وأقرؤكم أُبَيّ" ١، والحديث أصله في الصحيح, بعض منه في الترمذي وغيره.

وقال في الإصابة في ترجمة زيد بين ثابت: روى ابن سعد بإسناد صحيح، قال: كان أصحاب الفتوى ستة، عمر، وعليّ، وابن مسعود، وأبو موسى، وأُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم.

وفي الاستيعاب لابن عبد البر في ترجمته أبي الدرداء, عن مسرق٢ قال: شافهت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فوجدت علمهم انتهى إلى ستة: عمر، وعلي, وعبد الله بن مسعود، ومعاذ, وأبي الدرداء، وزيد بن ثابت. فزاد على ابن الجوزي عبد الله بن مسعود, إلا أنهما لم يصرحا بأن ذلك في العهد النبوي، وقال الشعبي٣: ثلاثة يستفتي بعضهم من بعض: عمر، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وكان علي، وأُبَيّ بن كعب، وأبو موسى, يستفتي بعضهم من بعض. قال الشيباني: قلت للشعبي: وكان أبو موسى بذاك، فقال: ما كان أعلمه، قلت: فأين معاذ. قال: هلك قبل ذلك. نقله في أول أعلام الموقعين٤.

وكتب عمر إلى معاوية وهو والٍ بالشام في خلاف وقع بينه وبين عبادة بن الصامت في الصرف مفاضلة من جنس واحد أجازه معاوية مناجزة ومنعه عبادة.

يقول: متى كنت فقيهًا, فإن عبادة كان يفتي وأنت تسكر مع قينات مكة٥, يعني: حال كفره قبل الفتح، فهذا يدل على أن عبادة من جملتهم, فصاروا أربعة عشر مفتيًا، ولذلك ذيلت النظم السابق بهذا البيت.

ومن جملة المفتين أيضًا عبادة ... كذلك ابن مسعود إمام منور

فكل هؤلاء السادة استنبط الأحكام من أصولها, وأفتى في العهد النبوي, وحفظت فتاويهم وهي منقولة في كتب الحديث والسير.

قلت: بل كل من ولي أمرًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعيدًا منه إلّا وصار مفتيًا, مثل معاذ بن


١ سبق تخريجه.
٢ ترجمته تقدمت قريبًا.
٣ انظر ما سبق.
٤ "١/ ١٤-٢١".
٥ أصله في الصحيح: مسلم:٥/ ٤٣"، وفيه ما يفيد أنه كان في خلافة معاوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>