للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن مسعود:" ما عبدنا الله جهرة حتى أسلم عمر.

وقال فيه -عليه السلام: "اللهم اجعل الحق على لسان عمر وقلبه" ١.

وقال -عليه السلام: "بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى رأيت الريّ يخرج من أظفاري, ثم أعطيت فضلي عمر" قالوا: فما أولت ذاك يا رسول الله؟ قال: "العلم" ٢.

وقال -عليه السلام: "بينا أنا نائم والناس يعرضون علي وعليهم قمص, فمنها ما يبلغ إلى الثدي, ومنها دون ذلك, وعرض عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره" قالوا: فما أوَّلت ذلك يا رسول الله قال: "الدين" ٣.

ومن دينه أنه خطب يومًا فقال: أيها الناس, ألا تسمعون؟ فقال سلمان: لا نسمع، فقال عمر: ولم يا أبا عبد الله؟ قال: إنك قسمت علينا ثوبًا ثوبًا، وعليك ثوبان, فقال: لا تعجل، ونادى ولده عبد الله، فقال: نشدتك الله الثوب الذي ائتزرت به أهو ثوبك؟ قال: اللهم نعم. فقال سلمان: أما الأن فقل نسمع٤.

وقد توفي وعليه دين ستة وثمانون ألفًا, أوصى ولده أن يبيع داره ويقضيها, فباع الدار المعروفة بدار قضاء دين عمر وقضاها, وهي التي صارت تعرف بدار القضاء, وسأل يومًا سلمان: أملك أنا أم خليفة؟ فقال له: إن جبيت من أرض المسلمين درهمًا ووضعته في غير حقه فملك، رواه الطبري٥.

وهو أول قاضٍ في الإسلام ولي بعد النبي -صلى الله عليه وسلم, ولاه أبوبكر وقال له: اقض بين الناس فإني في شغل٦، وكان عمر أمهر مجتهد ومفتٍ في الأمة بعد نبيها


١ الذي ثبت ما رواه الترمذي عن ابن عمر أنه -صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" "٥/ ٦١٧".
٢ متفق عليه: البخاري "٥/ ١٣"، ومسلم "٧/ ١١٢".
٣ متفق عليه: البخاري "٥/ ١٥"، ومسلم "٧/ ١١٢".
٤ لا أدري إن كان لهذه القصة ساق تستند إليها، وقد ذكرها ابن قتيبة في عيون الأخبار "١/ ٥٥".
٥ تاريخ الطبري "٤/ ٢١١".
٦ انظر الاستيعاب "٣/ ١١٥٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>