للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للقرآن لأنه كلام رب العالمين.

ولنبدأ بزمن الصحابة الذي هو نحو مائة سنة من لدن وفاته -صلى الله عليه وسلم, إلى آخر القرن الأول، نعم بوفاة معاوية انقرضت الخلافة من الصحابة -رضي الله عنهم, وأصبحت في التابعين، أما ابن الزبير الذي تولّى بعده في مكة والعراق ومصر فإنه لم تتمّ له الخلافة مع قصر مدته, وكونه من صغار الصحابة المتقاربين في الرواية مع كبار التابعين؛ إذ جلّ مروياتهم عن الصحابة الكبار.

واعلم أن عصر الصحابة عصران: عصر الخلفاء، وهو ثلاثون سنة من ولاية أبي بكر إلى تنازل الحسن بن علي لمعاوية، والعصر الثاني عصر معاوية وبني أمية إلى آخر المائة الأولى.

وقد روى البخاري وغيره عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها أحد" ١، وهو عبارة عن انخرام القرن, وأن كل من كان حيًّا تلك الساعة لا يزيد على مائة سنة منها وكذلك وقع، فإن آخر الصحابة موتًا أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني, ولد عام أحد, وأثبت مسلم وابن عدي٢ صحبته، وهوآخر من مات من جميع الصحابة على الإطلاق، توفي سنة مائة وقيل عشر ومائة، ولذا اعتبرنا آخر القرن الأول آخر عصر الصحابة تقريبًا، وعن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: "تدور روحى الإسلام لخمس وثلاثين أو لست وثلاثين أو لسبع وثلاثين, فإن يهلكوا فسبيل من هلك, وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عامًا" قلت: أمما بقي أو مما مضى؟ قال: "مما مضى" رواه أبو دواد٣.


١ متفق عليه: البخاري في العلم "١/ ٣٩"، ومسلم في فضائل الصحابة "٧/ ١٨٦".
٢ عبد الله بن عدي الجرجاني أبو أحمد صاحب الكامل.
٣ أبو داود في الفترة "٤/ ٩٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>