للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إبراهيم النخعي عن علقمة١، والأسود بن يزيد عن ابن مسعود, هكذا يقول الحنفية، وهو عندي محمول على غير الفقه المبني على القياس والرأي، فقد ثبت أن ابن مسعود كان يذم الرأي ولا يقول بالقياس, وأخذ عنه أبو يوسف٢، ومحمد بن الحسن، وزفر٣، وروى عنه وكيع بن الجراح، وابن المبارك٤، وخلق غيرهم، وكان إمام أهل العراق وفقيه الأمة، وقال عياض٥: هو ممن سلم لهم حسن الاعتبار وتدقيق النظر والقياس وجودة الفقه، والإمامة فيه, لكن ليس له إمامة في الحديث, ولا استقلال بعلمه, ولا يدعيه ولا يُدَّعى له، ولذلك لا يوجد له في أكثر المصنفات الحديثة ذكر, ولا أخرج له أهل الصحيحين منه ولو حرفًا.

قلت: بل أخرج له النسائي في السنن، والبخاري في جزء القراءة، والترمذي في الشمائل، وثَّقه ابن معين كما في خلاصة تذهيب التهذيب، وقال ابن خلدون في المقدمة: وحاشاه أن يكون جاهلًا بالسنة. وكيف يتصور جهله بها مع إمامته المسلمة في الفقه، وكيف يأخذه عنه جمهور من الأمة، وإنما الذي نفاه عياض الإمامة والتبرز فيه, حتى يكون مثل مالك وابن حنبل مثلًا، وكان في أول أمره تاجرًا يبيع الخز ودكانه معروف، ذا صدق في المعاملة واللهجة، ألّف كتاب الفقه الأكبر, وتقدَّم الكلام عليه.


١ ابن قيس بن عبد الله النخعي أبو شبل.
٢ اسمه: يعقوب بن إبراهيم.
٣ ابن الهذيل العنبري.
٤ عبد الله.
٥ ابن موسى أبو الفضل اليحصبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>