للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهي طويلة نقلها في عدد "١٧٤" من المجلد الثاني من رحلة العياشي١، وعقيدة أبي حنيفة مبينة في كتابه الفقه الأكبر عقيدة سنيَّة سلفية -رحمه الله.

ولكن الإمام الأشعري في الإبانة نسبه للتبديع، وهو القول بخلق القرآن, نسب له ذلك في باب ما ذكر في الرواية في القراءة، ونسب إليه ابن أبي ليلى٢ امتحنه في ذلك وتاب.

لكن أنكر ذلك الحسن بن أحمد النعمان، وقال: إنه لم يصح عن أبي حنيفة شيء من ذلك ولا له أصل، وكتاب الفقه الأكبر دليل على نفيه فانظره، وهذا هو الظن بأئمة الإسلام -رحمهم الله، على أن مسألة خلق القرآن كانت سياسية أكثر منها دينية، وخلافها لفظي لا يوجب بدعة والحمد لله٣.


١ هو عبد الله بن محمد بن أبي بكر أبو سالم، ت سنة ١٠٩٠. الأعلام "٤/ ٢٧٤".
٢ هو محمد بن عبد الرحمن.
٣ القول بخلق القرآن بدعة منكرة، وفتنة عظيمة، فعبارة المصنف زلة منه عجيبة، مع أنه سلفي العقيدة كما يقول عن نفسه، كيف وقد روى عن بعض أئمة السنة والجماعة تكفير من قال بخلق القرآن، ففي المدراك للقاضي عياض "١/ ٣٩٠"، قال الربيع: قال الشافعي: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، وفي الانتقاء لابن عبد البر ص"١٠٦"، وعن أحمد بن حنبل أنه كان يقول: من قال القرآن مخلوق فهو جهمي, ومن قال القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق ولا مخلوق فهو واقفي، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، وقد أنصف المؤلف في دعاه عن الإمام أبي حنيفة -رحمه الله، فجزاه الله عن أئمة الإسلام خيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>