للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولي. فقال له إياس، إنك إن أتيت برجل أوقفته على شفير جهنم فنجَّي نفسه منها بيمين كاذبة يستغفر الله منها وينجو مما يخاف, فقال عدي: أما إذ فهمتها فأنت لها واستقضاه، كان إياس صادق الظن لطيفًا في الأمور مشهورًا بفرط الذكاء، يُضْرَب به المثل إلى وقتنا هذا؛ إذ هو أحد العقلاء الدهاة الفضلاء، قضاياه في ذلك خصَّت بالتأليف في حسن الفراسة وسرعة الانتقال من الملزومات إلى لوازمها, والدوالّ إلى مدلولاتها، اتَّخذه مَنْ بعده من القضاة قدوة في ذلك، توفي سنة "١٢٥", وقال خليفة١ سنة "١٢٢" ومن كلامه: من عُدِمَ فضيلة الصدق فقد فُجِعَ بأكرم أخلاقه, وقال: كل ديانة أسست على غير ورع فهي هباء، وروى عن أنس وغيره، وثَّقه ابن سعد، وابن معين، وروى عنه الأعمش، وأيوب، والحمّادان٢، وأخرج له البخاري في تعاليقه٣.


١ ابن خياط.
٢ حماد بن سلمة وحماد بن زيد.
٣ ترجمة إياس في: حلية الأولياء "٣/ ١٢٣"، وميزان الاعتدال "١/ ٢٨٣"، وتهذيب التهذيب "١/ ٣٩٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>