للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي حنيفة, ويبين السبب الذي من أجله وقع الخلاف، وأخذه عن مالك كبح جماحه عن التغالي في الرأي، فأدخل بسبب ذلك تعديلًا كبيرًا على أهل الرأي، ثم كذلك احتكاكه بالشافعي، لما كان في العراق، فقد ناظره في مسائل كثيرة مذكورة في الأم وغيرها من كتب الشافعي، وتقدَّمت لنا مناظرتهما في مسألة الزيادة على مدلول القرآن، قال الشافعي: حملت من علم محمد بن الحسن وقر بعير.

وكتبه التي بقيت بأيدي الحنفية ومستندهم في مذهب أبي حنيفة، وهي على قسمين: كتب رويت عنه واشتهرت حتى اطمأنت إليها نفوسهم, وتعرف بكتب "ظاهر الرواية", وهي: كتب الجامع الصغير، رواه عنه عيسى بن أبان١، ومحمد بن سماعة٢، وكان لم يبوبه, وإنما هو مشتمل على أربعين كتابًا, فبوبه القاضي أبو طاهر محمد بن الدباس٣، ورتَّبه ليسهل على المتعملين, وهو كتاب فروع مجرد عن الأدلة والجدال، وله كتاب الجامع الكبير أطول من الصغير٤، وله كتاب ثالث وهو كتاب المبسوط، ويعرف عندهم بالأصل, وهو أطول كتاب كتبه محمد بن الحسن, وهو أهم كتاب عند الحنفية القدماء, حتى إنه لا يبلغ عندهم درجة الاجتهاد من لم يحفظه٥، وله كتاب السير الكبير, وكتاب السير الصغير، وكلها في الفقه٦، وكتاب الرد على أهل لمدينة, ونقله الشافعي في الأم, وتعقَّب عليه كثيرًا من ردوده٧، وله كتاب الآثار التي يحتج بها الحنفية٨، والقسم


١ له ترجمة في الجواهر المضية "١/ ٤٠١".
٢ له ترجمة في الجواهر المضية "٢/ ٨٥".
٣ هو محمد بن محمد بن سفيان، الجواهر المضية "٢/ ١١٦"، وقد طبع كتاب الجامع الصغير على هامش الخراج، في بولاق بمصر سنة ١٣٠٢هـ.
٤ الجامع الكبير، نشرته لجنة إحياء المعارف النعمانية بحيدر أباد, وطبع بمصر سنة ١٣٥٦هـ.
٥ الأصل، نشرت إدراة المعارف العثمانية بحيدر أباد منه جزءًا واحدًا سنة ١٣٨٦هـ، وانظر بروكلمان "٣/ ٢٤٧".
٦ السير الكبير، طُبِعَ باستنبول سنة ١٢٤١هـ، وبحيدر أباد سنة ١٣٣٥هـ، ثم طبع بالقاهرة سنة ١٩٧١م، في خمسة أجزاء نشره معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
٧ ويسمَّى: الحجة أو الحجج أو الاحتجاج على أهل المدينة. توجد منه نسخة في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، وطُبِعَ منه جزء بحيدر أباد.
٨ نشرت لجنة إحياء المعارف النعمانية بحيدر أباد منه جزءًا بتعليق أبي الوفاء الأفغاني, وذلك سنة ١٣٨٥هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>