أحلال المشاكل مهما عزت ... حماة الضيم تجعلها وئام
لأنت العارف المقدام مهما ... مسكت الصولجان غدا قواما
وأنت أخو العلوم إذا ادلهمت ... غيوم الجهل تحسبا قتاما
سبرت سناءها وفرجت عنها ... وكنت لها وكنت لها إماما
رحيب الصدر تنصف كل فرد ... وتقنعه إذا اجترأ اجتراما
فكم من دعوة أغنيت فيها ... وعند الصون تنتقم انتقاما
وكم من سائس يُدعى رئيسا ... خلبت نهاه واجتزت المراما
خدمت العلم حقا فاستضاءت ... معالمه وقوم فاستقاها
رددت إلى المعارف كل فخر ... بترتيب أنيق لا يساما
غزلت لهم غداة نصحت غزلا ... رقيقا عالجوه فما استقاما
وأيقظت النوام بزجر قال ... وتذكير فما فقهوا الكلاما
بدا من بعض أهل الزيغ طيش ... فسبب عن صنيعهم انخراما
رضوا بالبخس في سوق المعالي ... فظنوها لجهلهم اغتناما
رضوا بالطل عجزا ثم قالوا ... دعوا ما كان كيف جرى وداما
ألسنا العالمين لدى البرايا ... أتوقظنا وما كنا نياما
سبكت لهم سبائك من لجين ... ومن تبر تغالى أن تساما
فكان الطرف منهم بعد سبر ... ومعيار غثاء أو رغاما
على أن المعارف لا تداني ... أناسا طالما ألفوا عواما
فدعهم في غباوتهم ستبلى ... سرائرهم وسنصرموا انصراما
وهل تجدي معالجة لميت ... وهل يغني الصريخ لمن تعاما
أمير المؤمنين رآك أهلا ... حباك غداة طوقك الوساما