كتاب الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي

القسم الرابع: في الطور الرابع للفقه وهو طور الشيخوخة والهرم المقرب من العدم - أشهر أصحاب الإمام مالك بعد القرن الرابع إلى الآن - ج: 2 - ص: 292

البخاري وغيره، وكان شديدا على أهل البدع وله فتاو مهمة مذكورة في "المعيار" وغيره. وكان يناظر ابن عرفة وابن لب، ويظهر عليهما في فتاويه. توفي سنة ٧٩٠ تسعين وسبعمائة.

٦٥٢- أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عباد النفزي ١:

المشهور بابن عباد الرندي الأصل، الفاسي الدار الفقيه، الصوفي الزاهد الخطيب المتفنن كان كما قال عصريه ابن الخطيب القسمطيني: على صفة البدلاء الصادقين النبلاء، ومثله يعظ الناس لاتعاظه في نفسه، له أجوبة في مسائل العلم نحو مجلدين، وله الرسائل الكبرى والصغرى، ونظم الحكم العطائية وشرحها، وتآليف في الحديث، وكان له باع في الفقه وغيره من العلوم يقوم على مختصر ابن الحاجب والرسالة وغيرهما. وأحواله أحوال الكمل الأول لم ير بعده مثله كان يخدم نفسه، ولم يملك خادما ولباسه في داره مرقعة يسترها إذا خرج بثوب آخر. توفي سنة ٧٩٢ اثنتين وتسعين وسبعمائة عن ثلاث وخمسين سنة رحمه الله.

٦٥٣- عبد الله بن محمد بن أحمد الشريف التلمساني ٢:

الإمام ابن الإمام الحجة النظار الأعلم من أكابر علماء وقته صاحب الصيت الكبير، نشر العلم ببلده وبالأندلس فقها وحديثا وتفسيرا، وبيتهم بين علم خصت تراجمهم بالتآليف. له فتاو في "المعيار" معروفة. توفي غريقا منصرفه من غرناطة لبلده عام ٧٩٢ اثنتين وتسعين وسبعمائة.

---

١ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عباد النفزي: نيل الابتهاج "٢٧٩، ٢٨١"، ونفح الطيب "٥/ ٣٤١، ٣٥٠".
٢ عبد الله بن محمد بن أحمد الشريف التلمساني: نيل الابتهاج "١٥٠".