للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٣٤- أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ١:

انتهت إليه رياسة العلم ببغداد، كان ثقة فاضلا صادقا أديبا ورعا، واسع العلم، وكان له شعر على طريق الفقهاء، ومساجلة مع المعرى، وكان قاضيا بربع الكرخ ورعا.

ذكر السمعاني في ترجمة أبي إسحاق علي بن أحمد اليزي أنه كان له قميص وعمامة بينه وبين أخيه إذا خرج قعد هذا في البيت. قال السمعاني: وسمعته يوما يقول، وقد دخلت عليه مع علي بن الحسين الغرنوي الواعظ داره، فوجدناه عريانا متأزرا بمئزر، فاعتذر من العري، وقال: نحن إذا غسلنا ثيابنا نكون كما قال القاضي أبو الطيب:

قوم إذا غسلوا ثياب جمالهم ... لبسوا البيوت إلى فراغ الغاسل

عاش الطبري مائة سنة وسنتين، لم يختل عقله، ولا تغير فهمه، يفتي ويستدرك على الفقهاء الخطأ، ويقضي ببغداد، ويحضر المواكب في دار الخلافة إلى أن مات. تفقه بشامل، ثم ارتحل لنيسابور، ثم بغداد، وعنه أخذ العراقيون، له كتب كثيرة عديمة النظير في الخلاف والمذهب والجدل، وله مناظرات مع القدوري والطالقاني الحنفيين. توفي سنة ٤٥٠ خمسين وأربعمائة.

٨٣٥- أبو الحسن علي بن محمد الماوردي ٢:

البصري ثم البغدادي: كان واسع التبحر في العلوم سيما الفقه والأصول، والتاريخ والسياسة والأدب، له تآليف نادرة المثال كـ"الحاوي" في الفقه في عشر


١ أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري: أبو الطيب، القاضي الطبري الفقيه الشافعي، ولد سنة ٣٤٨، مات سنة ٤٥٠.
الأنساب "٩/ ٤٢"، المعين رقم "٤٤١"، تاريخ بغداد "٩/ ٣٥٨"، التقييد "٢/ ٣٦"، العبر "٣/ ٢٢٢"، المنتظم "٨/ ١٩٨"، وفيات الأعيان "٢/ ٥١٢"، روضات الجنات "٨/ ٣٠٤" دائرة معارف الأعلمي "٢٠/ ٢٧٥".
٢ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي البصري ثم البغدادي: أبو الحسن، الماوردي القاضي البصري.
الإلماع للقاضي عياض "٩٩، ١٠٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>