للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ب ك] ثم إن أبا علي خرج إلى مكة ومعه أبو عمرو فحج، وخرج إلى الرملة وأبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة حي، ثم انصرف إلى دمشق.

[ت س] وكنت أرى أبا علي الحافظ مُعجبًا بأبي يعلى الموصلي وبإتقانه، وكان لا يخفى عليه شيء من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله بسماع كتب القاضي أبي يوسف من بشر بن الوليد الكندي لأدرك بالبصرة أبا الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب.

[ب ك] انصرف أبو علي الحافظ إلى دمشق، وقد لحق أحمد بن عمير من الغرباء ما لحق، وأحمد بن عمير إمام أهل الحديث ورئيس الشام (١).

[ك] سمعت أبا علي الحافظ يقول: سمعت أحمد بن عمير الدمشقي - وكان من أركان الحديث - يقول: إسناد بخمسين سند من موت الشيخ إسناد عُلُوّ (٢).

[ك س] سمعت أبا عمرو الصغير يقول: نزلنا بعض الخانات بدمشق قرب القصر، فصلّينا العصر، ونحن على أن نبكّر إلى أحمد بن عمير، فإذا الخاني آتٍ يعدو ويقول: أين أبو علي الحافظ؟ فقلت: ها هنا. فقال: قد حضره الشيخُ زائرًا. فغدوت فإذا الشيخ راكبٌ على بغلةٍ في الخان. فنزل عن البغلة وصعد الغرفة التي نزلنا فيها، وسلَّم على أبي علي ورحّب به وأظهر الفرح بوروده، وأخذ في المذاكرة معه إلى أن قربت العتمة، ثم قال: يا أبا علي، جمعت حديث عبد الله بن دينار؟ فقال أبو علي: نعم. فقال: أخْرِجْهُ إليّ، فأخرجه أبو علي، فأخذه ووضعه في كفه، وقام فركب. فلما أصبحنا جاءنا رسوله وحملنا إلى منزله، فقرأ على أبي علي، وكان أبو علي يُذاكره وينتخب عليه إلى أن أمسينا فانصرفنا إلى رحلنا، وجماعةٌ من الغرباء من الرحّالة ينتظرون أبا علي، فسلّموا عليه، ثم ذكروا شأن أحمد بن عُمير وما نقموا عليه من الأحاديث التي أنكروها، وأبو علي يُسَكَّنهم ويقول: لا تفعلوا، هذا إمام من أئمة المسلمين، وقد جاز القنطرة (٣).

[ك] وكان زعيمهم والنائبُ عنهم في الكلام الزبير بن عبد الواحد الأسداباذي، فقال: يا أبا علي، إنه أَلْحَقَ بخطه الجديد في أصل كتابه، في حديث ورقاء عن عمرو بن دينار: - ورقاء وابن ثوبان - عن عمرو بن دينار. فقال أبو علي: ليس في


(١) النقل من تاريخ دمشق (٥/ ١١٤/ ترجمة أحمد بن عمير بن جوصا).
(٢) النقل من تاريخ دمشق (٥/ ١١٣).
(٣) هذا النقل من تاريخ دمشق (٥/ ١١٥). وقد ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء باختصار.

<<  <   >  >>