للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

"خصائص علي"، فلماذا يُتَّهم الحاكم لروايته حديث الطير بالتشيع وتُثار حوله الشبهات .. ولا تُثار على الذين سبقوه من الأئمة الحفاظ؟!!

… وأما حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" فهو حديث صحيح رواه الإِمام أحمد وغيره كما تقدَّم تخريجه، فلماذا يُنكر عليه أصحاب الحديث ذلك، "ولم يلتفتوا فيه إلى قوله ولا صوَّبوه في فعله"، ولم يُنكروا على الإِمام أحمد رحمه الله تعالى وعلى غيره من الحفاظ الذين أخرجوه؟!! والأدهى من ذلك وأمرّ أنه حديث صحيح كما تقدَّم تخريجه". اهـ.

وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٤٧ - ١٧٥): "أنبأني أحمد بن سلامة، عن محمَّد بن إسماعيل الطرسوسي، عن ابن طاهر: أنه سأل أبا إسماعيل عبد الله بن محمَّد الهروي عن أبي عبد الله الحاكم، فقال: ثقةٌ في الحديث، رافضي خبيث.

قلتُ: كلا ليس هو رافضيًّا، بلى يتشيَّع.

قال ابن طاهر: كان شديدَ التعصُّب للشيعة في الباطن، وكان يُظهر التسنُّن في التقديم والخلافة، وكان منحرفًا غاليًا عن معاوية - رضي الله عنه -، وعن أهل بيته (١)، يتظاهر بذلك، ولا يعتذر منه، فسمعت أبا الفتح سمكويه بَهَراة، سمعت عبد الواحد المليحي، سمعت أبا عبد الرحمن السُّلَمي يقول: دخلتُ على الحاكم وهو في داره، لا يُمكنه الخروج إلى المسجد من أصحاب أبي عبد الله بن كرَّام، وذلك أنهم كسروا منبره، ومنعوهُ من الخروج، فقلتُ له: لو خرجت وأمليتَ في فضائل هذا الرجل حديثًا، لاسترحتَ من المحنة، فقال: لا يجيء من قلبي، لا يجيء من قلبي" (٢).


(١) أساء الدكتور موفق فهم عبارة ابن طاهر في مقدمته لسؤالات السجزي (ص ١٢)، فأنكر على ابن طاهر أنه يترضى عن أهل بيت معاوية (ومن بينهم يزيد ابنه)، قلتُ: إن ابن طاهر لو قصد الترضي لكانت عبارته (كان منحرفًا غاليًا عن معاوية وعن أهل بيته - رضي الله عنهم -)، ولكنه قصد أن يقول: (كان منحرفًا غاليًا عن معاوية - رضي الله عنه -، وكان منحرفًا غاليًا عن أهل بيته، يتظاهر بذلك ولا يعتذر منه).
(٢) قال الذهبي في تاريخ الإِسلام (٤٠١ - ٤٢٠ هـ) (ص ١٣٢): يعني معاوية. قال الدكتور =

<<  <   >  >>