للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية" (٧/ ٣٧٣) "إن الحاكم منسوب إلى التشيُّع، وقد طُلب منه أن يروي حديثًا في فضل معاوية فقال: ما يجيء من قلبي، ما يجيء من قلبي، وقد ضربوه على ذلك فلم يفعل. وهو يروي في "الأربعين" أحاديث ضعيفة بل موضوعة عند أئمة الحديث، كقوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، لكن تشيّعه وتشيّع أمثاله من أهل العلم بالحديث، كالنسائي وابن عبد البر وأمثالهما، لا يبلغ إلى تفضيله على أبي بكر وعمر، فلا يُعرف في علماء الحديث من يفضِّله عليهما، بل غاية المتشيّع منهم أن يفضِّله على عثمان، أو يحصل منه كلام أو إعراض عن ذكر محاسن مَنْ قَاتَله ونحو ذلك، لأن علماء الحديث قد عَصَمَهم وقَيَّدَهم ما يعرفون من الأحاديث الصحيحة الدالة على أفضلية الشيخين".

وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: "هو صدوق من الأثبات، ولكن فيه تشيع وتصحيح واهيات" (١).

قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (٤/ ١٦٧ - ١٦٨) - بعد أن نقل ترجمة الخطيب للحاكم -: "الخطيب ثقةٌ ضابط، فتأمَّلْتُ، مع ما في النفس من الحاكم من تخريجه حديث "الطير" في المستدرك، وإنْ كان خرَّجَ أشياء


= موفق عبد القادر في مقدمته لسؤالات السجزي (ص ١٨): "لا أدري ما علاقة هذه الحكاية بتشيُّع الإمام الحاكم رحمه الله تعالى .. إن هذه الحكاية دليلٌ على صدق الإِمام الحاكم وسلامة عقيدته، وأنه رفض أن يُنافق ويُملي في فضائل "محمَّد بن كرّام". اهـ. قلت: سبق الكلام على ميل الحاكم إلى الكرّامية (ص ٦٣ - ٦٦) حيث عظّم محمَّد بن كرّام في تاريخ نيسابور وزكَّى مشايخه من الكرّامية، وذكر الحاكم في لاحقة تاريخه أنه انتهى من تأليف تاريخ نيسابور في شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، أي: وهو ابن سبع وستين سنة. فليست مشكلته مع ابن كرّام ولكن مشكلته مع معاوية - رضي الله عنه -، ففي كتاب معرفة الصحابة - الذي يُعَدُّ ربعَ المستدرك - ترجم الحاكم لأكثر من عشر وثلاثمائة رجلًا من الصحابة، ولم يضمِّن كتابه "ذكر مناقب معاوية" أو على الأقل "ذكر معاوية" ليعرِّف به كما فعل مع كثير من الصحابة الغير مشهورين، وهذا وحده دليل كافٍ على انحرافه عن معاوية رضي الله عنه.
(١) شذرات الذهب (٣/ ١٧٦ - ١٧٧).

<<  <   >  >>