للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيرهم (١) من المعتزلة.

وأصل هذا الخلاف اللغوى نشأ من البحث الكلامى فى إثبات الصفات الحقيقية الزائدة على الذات كالعلم والقدرة والحياة.

فالأشاعرة أثبتوها وقالوا: إن اللَّه عالم بالعلم قادر بالقدرة حى بالحياة.

والمعتزلة أنكروها وقالوا: إنه تعالى عالم بالذات لا بالعلم، ونفو الصفات فرارًا من أن تكون الذات قائلًا وفاعلًا. فقالوا: عالم بلا علم، وهو اسم للمعنى لا للعالمية الثابتة له تعالى، ويقولون: عالمية اللَّه غير معللة بالعلم، لأن العالمية له واجبة كالواجب لا يعلل بالغير، بخلاف الحوادث، فقد جوزوا صدق المشتق الذى هو العالم بدون صدق المشتق منه وهو العلم (٢).

واعلم أنهم لم يصرحوا بالخلاف فى هذه المسألة الأصولية، وإنما أخذها الأصوليون من كلامهم فى المسألة الكلامية بالألتزام لا بالتصريح وفى ذلك نظر ظاهر لاسيما إذا قلنا بالصحيح: إن لازم المذهب ليس بمذهب.


= من شيوخه: الحكيم الناتلى، وإسماعيل الزاهد.
من تآليفه: الشفاء فى الحكمة. والقانون، والإشارات، أثنى عليه بعض العلماء، وشنع عليه البعض.
ولد عام ٣٧٠ هـ، وتوفى عام ٤٢٨ هـ. وفيات الأعيان ١/ ٤١٩، المرآت ٣/ ٤٧، وابن كثير ١٢/ ٤٢.
(١) هذا يوهم أن ابن سيناء من المعتزلة، وهو ليس منهم، وكان الأولى: (وغيرهما)، ويقدم ابن سينا عليهما فى الذكر.
(٢) نقل ابن النجار عن البرماوى أن تحرير النقل عن أبى على وابنه كما صرحا به فى كتبهما الأصولية أنهما يقولان: إن العالمية بعلم، لكن علم اللَّه تعالى عين ذاته لا أنه عالم بدون علم، كما اشتهر فى النقل عنهما، وكذا القول فى بقية الصفات.
شرح الكوكب المنير ١/ ٢٢٠، وانظر تفصيل الكلام على هذه المسألة فى الإحكام للآمدى ١/ ٧٤، الإبهاج ١/ ٢٢٧، شرح التنقيح للقرافى ص ٤٧، المحصول ١/ ١/ ٣٢٧، إرشاد الفحول ص ١٧، سلم الوصول على نهاية السول ٢/ ٧٢، المحلى بحاشية البنانى ١/ ٢٨٣، فواتح الرحموت ١/ ١٩٢، والبحر المحيط ص ٣٣٤ فما بعدها.

<<  <   >  >>