للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو اختيار ابن فورك (١) وغيره.

والرابع: عكسه (٢).

والخامس: أنه جائز غير واقع، واختاره إمام الحرمين، واختلف كلام الغزالى فى الوسيط والمستصفى.

وقال فى شفاء الغليل: هذا الخلاف ينبنى على تفسير العلة. فإن قلنا: إنها بمعنى الباعث والداعى إلى الفعل جاز تعدد العلل، وكذلك إن قلنا: بمعنى العلامة، وإن قلنا: إنها بمعنى الموثر الموجب للشىء أو راعينا النظر امتنع، إذ لا يجوز إثبات الحكم الواحد فى محل واحد بعلتين كالعالمية الحاصلة للذات بشىء واحد، لا يجوز أن تكون بعلمين، فكما لا يجوز أن يحدث شىء واحد من جهة محدثين لا يجوز أن يقع المعلول الواحد بعلتين، لأن من ضرورة إضافة الحادث إلى محدث قطعه عن الآخر، قال: واللائق بمسلك الأستاذ أبى إسحاق فى مصيره إلى استحالة تخصيص العلة جريانها على العلل العقلية أن يمنع اجتماع العلتين (٣).


(١) هو أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أصولى فقيه متكلم أديب نحوى واعظ زاهد.
من شيوخه: أبو الحسن الباهلى، وابن خرزاذ الأهوازى، وعبد اللَّه بن جعفر الأصبهانى.
من تلاميذه: البيهقى، والقشيرى، وأبو بكر أحمد بن على بن خلف.
قال ابن السبكى: بلغت تآليفه قريبًا من المائة، ولم يعين منها شيئًا.
توفى عام ٤٠٦ هـ.
وفيات الأعيان ٣/ ٤٠٢، طبقات السبكى ٤/ ١٢٧، طبقات الداودى ٢/ ١٢٩، تبيين كذب المفترى ص ٢٣٢.
(٢) حكاه ابن الحاجب. وقال السبكى: لم أره لغيره.
انظر المنتهى ص ١٢٨، العضد على المختصر ٢/ ٢٢٣، جمع الجوامع حاشية العطار ٢/ ٢٨٦.
(٣) انظر شفاء الغليل ص ٥١٨ - ٥١٩ وقد نقل المؤلف منه بالعبارة أحيانًا، وبالمعنى أحيانًا.

<<  <   >  >>