"يعفه الله"؛ أي: يعطيه العفة؛ يعني: من قنع بأدنى قوت وترك السؤال، يُسهِّل عليه القناعة.
"ومن يستغن"؛ أي: يظهر من نفسه الغناء، ويترك السؤال.
"يغنه الله"؛ أي: يجعله غنياً.
"ومن يتصبر"؛ أي: أمر نفسه بالصبر، وكلَّفها عليه.
"يصبره الله"؛ أي: يسهِّل الصبر عليه.
"وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسعَ عليه من الصبر"؛ لأن نفعه عام موجود في كل ما يشقُّ على النفس من الفقر والطاعات وغيرهما.
١٣٠٦ - قال عُمر بن الخَطَّاب - رضي الله عنه -؛ كانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعطيني العَطاءَ، فَأقولُ: أَعطِهِ أفقرَ إليه منِّي، فقال:"خُذْهُ فتَمَوَّلْهُ، وتَصدَّقْ به، فما جاءَكَ مِنْ هذا المَالِ وأنتَ غَير مُشرِفٍ ولا سائِلٍ فَخُذْهُ، وما لا فلا تتبعه نفْسَكَ".
"وقال عمر بن الخطاب: كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يعطيني العطاء فأقول: أعطه أفقرَ"؛ أي: أحوج "مني إليه، فقال: خذه فتموَّله"؛ أي: أدخله في مالك.
"وتصدق به، فما جاءك من هذا المال": إشارة إلى جنس المال، أو إلى الذي أعطاه - صلى الله عليه وسلم -.
"وأنت غيرُ مُشرِف"؛ أي: غير طامعٍ، ولا ناظرٍ إليه.
"ولا سائلٍ، فخذه"؛ أي: فاقبله، وتصدق به إن لم تكن محتاجاً.