الطَّرِيقِ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَلَا تَجْعَلُ فِي قِرْبَتِكَ مَاءً؟ فَأَوْمَأَ بَيَدِهِ أَنْ لَا، فَمَا بَرِحْنَا أَنْ جَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ، فَإِذَا ذَلِكَ الْحَوْضُ مَلْآنٌ، فَمَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْقَرْيَةَ فَذَكَرْنَا لَهُمْ شَأْنَ الرَّجُلِ فَقَالُوا: ذَلِكَ فُلَانٌ لَا يَكُونُ بِأَرْضٍ إِلَّا سُقُوا.
فَقَالَ أَبِي: الْحَمْدُ لِلَّهِ، كَمْ مِنْ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ لَا نَعْرِفُهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَزَّارَ يُعْرَفُ بِوَكِيعٍ لِفَهْمِهِ الْحَدِيثِ جِدًا، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى الْجَلَاءَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ مَعْرُوفٍ يَوْمًا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا مَحْفُوظٍ، رَأَيْتُ أَمْسِ عَجَبًا، قَالَ: مَاذَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: اشْتَهَى أَهْلِي سَمَكًا، فَخَرَجْتُ إِلَى بَابِ الْكَرْخِ، فَأَخَذْتُ سَمَكَةً فَشَوَيْتُهَا، فَبَيْنَمَا أَنَا أَطْلُبُ مَنْ يَحْمِلُهَا إِذَا أَنَا بَصَبِيٍّ حَمَاسِيٍّ مُلْتَفٍ بِعَبَاءَةٍ، وَمَعَهُ طَبَقٌ، فَقَالَ: يَا عَمِّ تَحْمِلُ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَوَضَعْتُ السَّمَكَةَ عَلَى رَأْسِهِ وَمَشَى بَيْنَ يَدِي، فَكَانَ لَا يَرْفَعُ قَدَمًا وَلَا يَضَعُهَا إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ، فَمَرَرْنَا بِمَسْجِدٍ يُؤَذَّنُ فِيهِ لِلظُّهْرِ، فَقَالَ: يَا عمِّ هَلْ لَكَ فِي أَنْ تُصَلِّيَ؟ فَقُلْتُ: صَبِيٌّ يَدْعُونِي إِلَى الصَّلَاةِ وَلَا أُجِيبُهُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَوَضَعَ الطَّبَقَ وَالسَّمَكَةَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute