عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَدَخَلَ الْمَسْجِدِ، فَلَمْ يَزَلْ يَرْكَعُ وَأَنَا أَحْفَظُ السَّمَكَةَ فَلَمَّا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ قُلْتُ: صَبِيٌّ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ فِي طَبَقِهِ أَلَا أَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ فِي سَمَكَتِي، فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ وَخَرَجْتُ فَإِذَا هِيَ بِحَالِهَا، فَأَخَذَهَا عَلَى رَأْسِهِ ثُمَّ عَادَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ إِلَى أَنْ وَصَلْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَأَخْبَرْتُ أَهْلِي خَبَرَهُ، فَقَالُوا لِي: قُلْ لَهُ يَأْكُلُ مَعَنَا، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ يَسْأَلُونَكَ أَنْ تَفْطُرَ عِنْدَهُمْ، قَالَ: نَعَمْ، فَأَيْنَ طَرِيقُ الْمَسْجِدِ فَدَلَلْتُهُ عَلَى الْمَسْجِدِ فَلَمْ يَزَلْ رَاكِعًا وَسَاجِدًا إِلَى الْعَصْرِ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْعَصْرَ، جَعَلَ رَأْسُهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ، قُلْتُ: هَلْ لَكَ فِي الْإِفْطَارِ؟ قَالَ: عَادَةٌ قَدْ جَرَتْ لِي إِنْ حَمَلْتَنِي عَلَيْهَا فَأَنَا أُجِيبُكَ.
قُلْتُ مَا هِيَ؟ قَالَ: عَادَةٌ قَدْ جَرَتْ لِي أَنْ أَفْطُرَ بَعْدَ عِشَاءِ الْآخَرَةِ، فَصَبَرْتُ لَهُ وَكُنْتُ أَعْدَدْتُ فِي بَيْتِي مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَلَمَّا صَلَّى أَخَذْتُهُ إِلَى الْبَيْتِ وزَرْفَنْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، وَكَانَتْ لِي ابْنَةٌ لَا تَبْطِشُ بَيَدَيْهَا وَلَا تَمْشِي بِرِجْلَيْهَا، عَمْيَاءُ كَقِطْعَةِ لَحْمٍ، قَدْ أَتَى عَلَيْهَا عِشْرُونَ سَنَةً، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نِيَامٌ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَإِذَا بِدَاقٍّ يَدُقُّ عَلَيْنَا بَابَ الْبَيْتِ فَقُلْنَا مَنْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute