للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففي حادثة أوس بن الصامت مع زوجته خولة رضي الله عنهما, قال تعالى {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٢)} [المجادلة- ٢].

فبيّن جل وعلا أن الظهار من منكرات الأقوال, وهو زور من القول يخالف الواقع وتنكره الشريعة.

فليحرص الزوج والزوجة أن يحسنا القول بينهما, وأن يتجنبا الأقوال المنكرة, فإن عاقبتهما إلى خير ومن هذا الخير:

• امتثال أمر الله تبارك وتعالى, وذلك باجتناب قول الزور.

• أن في ذلك كظما للغيظ ومجاهدة للنفس وفي ذلك يقول - صلى الله عليه وسلم -: (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء) (١).

• مقابلة السيئة بالحسنة, وذلك أدعى لاستدامة روح المحبة, والتراجع عن الخطأ سواء كان ذلك من الزوج أو من الزوجة كما قال الله عز وجل: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤)}

[فصلت: ٣٤].

• تربية الأولاد على القول الحسن وترك القبيح, فشتان بين أن ينشأ الأولاد في بيت يسمعون فيه أقوالا سيئة وشتائم ونحوها, وبين أن ينشئوا في بيت يسمعون فيه كل جميل.


(١) {أخرجه أحمد في المسند برقم (١٥٦٧٥) , وأبو داود, كتاب الأدب, باب من كظم غيظا, برقم (٤٧٧٧) والترمذي وحسنه, كتاب البر والصلة, باب في كظم الغيظ, برقم (٢٠٢١) , كلهم من حديث معاذ بن أنس رضي الله عنه. قال الألباني: حديث حسن لغيره (صحيح الترغيب والترهيب ٣/ ٣٠) , وقال الأرناؤوط في تعليقه على المسند: إسناده حسن.

<<  <   >  >>