للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ... } الآية [النور: ٣٠ - ٣١] ومن الوسائل النبوية في طلب العفة الصوم كما أخبر بذلك - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) (١).

وقد بينت الآية أن العفة لا تنفك عن العباد من حيث إنهم مأمورون بها فهم إما مستعفون بالحلال أو مستعفون عن الحرام, وأما غيرهم فهم معتدون آثمون (٢).

• المطلب الثاني: تعدد الزوجات وأثره في عفاف المجتمع.

وإذا وجد العبد القدرة على النكاح فعليه المبادرة إلى ذلك لما فيه من إعفاف نفسه وحفظه عن الرذيلة, بل شرع الله أن ينكح أكثر من زوجة إذا استطاع العدل بينهن وذلك لما فيه من إعفاف الرجال والنساء, كما قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (٣)} [النساء: ٣]

لأن سنة الله في الكون اقتضت أن يكون الرجال أقل عددا من النساء, وليس جميع الرجال لديهم استعداد للزواج لما قد يستلزمه النكاح, ولذا لو اقتصر كل رجل على زوجة واحدة فقط لبقي عدد كبير من النساء دون أزواج, ولضاعت حقوق كثير من المستعدات للزواج دون زوج يحفظ حقوقهن ويقضي وطرهن (٣) , فقد يؤدي ذلك إلى قضائه بطريق الحرام فيكثر الفساد في المجتمع.

وبذلك يكون التعدد حلا شرعيا يكفل حفظ المجتمع وعفافه والقضاء على وسائل الرذيلة.

• المطلب الثالث: نهي المطلقة عن الخروج من بيتها وأثره في عفتها وعفة المجتمع.

إن الله جل وعلا حين نهى المطلقة أن تخرج من بيتها أو تُخرَج منه في قوله تعالى: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: ١] , كان في منعها من الخروج حكمة من الحكم وهي أن المطلقة يكثر التفات العيون لها وقد يتسرب سوء الظن إليها فيكثر الاختلاف


(١) سبق تخريجه (ص ٣٢).
(٢) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (٣/ ١٣٨٠).
(٣) انظر: أضواء البيان (٢/ ٢٢١) , في ظلال القرآن (٢/ ٥٧٩, ٥٨٠).

<<  <   >  >>