للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا أدرك العباد عجزهم عن ذلك تطلعوا لما فيه نفعهم وصلاحهم, ويسعون في تطبيقه بينهم, ولا يكون ذلك إلا بالقيام بوصية الله التي أوصى بها.

وهذا ما دعت إليه الآية الكريمة (١).

وقد أخبر الله جلت حكمته أن فيما شرع لنا من الأحكام هداية لنا إلى سلوك الطريق السوي والصراط المستقيم الذي سار عليه من قبلنا من الأنبياء وأتباعهم من أهل الإيمان وإن خفي علينا من المصالح ما لا ندركه, فقال تعالى بعد بيان أحكام المواريث وغيرها من الأحكام: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٦)} [النساء: ٢٦]. وهذا أدعى لقبول هذه الأحكام وأعون على امتثالها. (٢)

• المطلب الثالث: الترغيب في إقامة حدود الله والترهيب من تضييعها.

قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٣) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (١٤)} [النساء: ١٣ - ١٤].

فبعد أن فصّل الله تبارك وتعالى آيات المواريث, أخبر أنها حدوده جل وعلا التي لا تجوز مجاوزتها ولا يحل تعديها.

والحد في اللغة: الفصل بين الشيئين لئلا يختلط أحدهما بالآخر (٣).

والمعنى في الآية: أن هذه القسمة التي قسمها الله في المواريث فصل بين طاعته ومعصيته (٤).


(١) انظر: الجامع لأحكام القرآن (٦/ ١٢٥) , روح المعاني (٣/ ٤٦٣).
(٢) انظر: جامع البيان (٨/ ٢٠٩) , نظم الدرر (٢/ ٢٣٨) , التنزيل وحقائق التأويل, النسفي (١/ ٢٤٧).
(٣) لسان العرب (٣/ ١٤٠).
(٤) جامع البيان (٨/ ٦٩).

<<  <   >  >>