للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الربا بغير اسمه، فتقوى الله سبحانه هي الزاجر الرادع و السياج المانع من الولوج في هذا الباب سواء من يتعامل بهذه المعاملات من أصحاب الأموال أو من يفتي ويبين للناس أحكام الله وشرعه تجاه هذه القضايا.

• المطلب الثاني: تقوى الله تعالى عند الاستدانة وأداء الديْن.

أمر الله تعالى بتقواه في آية الدَّيْن فقال تعالى في مطْلع الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} [البقرة: ٢٨٢]

فأمر الله جل وعلا المدين بتقواه عند إملاء الدَّيْن والإخبار به، لأنها تدفعه إلى أداء ما عليه من الحق و تردعه عن بخس صاحب الحق حقه.

وكذلك فإن الأمر بالتقوى ملازم للكاتب في قيامه بالكتابة ابتداءً، وعند أدائه للكتابة لئلا يكتب غير الحق.

وكذا الشاهد فإنه مخاطب بالتقوى في هذه الآية حتى لا يكتم شهادته فيبخس الدائن حقه أو يزيد على المدين ما لم يستدنه، فقد قال تعالى: {وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} والضمير في منه عائد إلى الحق، وهو حق لكلا المتداينين فإذا بخس الكاتب أو الشاهد منه شيئا أضر بأحدهما لا محالة (١).


(١) التحرير والتنوير (٣/ ١٠٤)

<<  <   >  >>