وردت آيات النكاح داعية الزوجين إلى المعروف في كل ما يخص الحياة الزوجية, وإذا تأملت المواضع التي وردت فيها الدعوة إلى المعروف في القرآن وجدت آيات النكاح قد حظيت بأكثر هذه المواضع, وذلك لأهمية هذا الأمر بين الزوجين.
فإن الله قد أوجب على الزوج حقوقا كما أوجب على الزوجة حقوقا, ولكن إذا تعامل الزوجان في حياتهما على المحاسبة والمشاحة في هذه الحقوق فإن ذلك سينغص حياتهما ويسبب النفرة بينهما فكل واحد يرى زوجه خصيما له, فيصبح أداء الحقوق عاريا عن المودة والتسامح والصفح.
ولذا فقد أمر الله في كتابه أن تكون الحياة الزوجية قائمة على المعروف في العشرة والنفقة والمهر, بل أمر الله بالمعروف في الطلاق ليقوم الزوجان على أداء حقوقهما على الوجه الأكمل والأحسن, والعفو عما يحصل من تقصير مما هو من طبيعة البشر.
وقبل ذكر المواضع التي حث الله عباده فيها على التعامل بالمعروف يحسن بيان المراد بالمعروف.
فالمعروف: هو كل ما كان معروفًا فعله، جميلا مستحسنًا، غير مستقبح في أهل الإيمان وإنما سميت طاعة الله (معروفًا) لأنه مما يعرفه أهل الإيمان ولا يستنكرون فعله, فيشمل ذلك ما حدده الشرع ووصفه العرف (١).
وجميع شؤون الحياة الزوجية قد أمر الله عباده فيها ببذل المعروف وهي كالآتي:
(١) انظر: جامع البيان (٧/ ١٠٥) , مجموع فتاوى ابن تيمية (٧/ ٢٨٦) , التحرير والتنوير (٤/ ٢٨٦) تيسير اللطيف المنان (ص ٧٧).