للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بما يضر ورثته, فالله عز وجل يسمع ما يوصي به الميت قبل موته حين يوصي هل يعدل أم يظلم؟ (١).

وكذلك فإن الآية داعية لأهل الميت وورثته إلى أن يراقبوا الله فيما أوصى به الميت ويسعون في تنفيذها إن لم يكن فيها ظلم وجوْر, فلا يقومون بتبديلها أو كتمان شيء منها, في حين لا يراهم أحد ولا يعلم الموصَى له ما أوصى له الميت فيدفعهم ذلك إلى الظلم, فأخبر الله تعالى أنه يعلم تبديل المبدل وإن تحايل على الناس فإن الله عليم بما تخفيه نفسه. (٢)

والتعبير بهاتين الصفتين لله جل وعلا من أقوى الدوافع لمراقبته تعالى والخوف من عقابه لأنه لا يخفى معهما شيء من جور الموصين وتبديل المعتدين (٣).

ومتى تذكر العبد هذين الاسمين في جميع شؤونه وأعماله, فإن حياته ستؤول إلى الأفضل لأنها ستجعله دائم التعلق بالله عز وجل, يخشى أن يسمع منه باطلا, ويخشى أن يخفي ويضمر سوءا وشرا فيطلع الله عليه.

• المطلب الثاني: الحث على التوبة والسعي إلى الإصلاح.

وذلك في قوله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٨٢)} [البقرة: ١٨٢].

وهذه الآية مكملة للآية التي قبلها وقد ختمت باسمين من أسماء الله تعالى التي تحث على التوبة والاستغفار, وتدارك الظلم والزلل.

وقوله: (غفور رحيم) أي: يغفر جميع الزلات ويصفح عن التبعات لمن تاب إليه, رحيم بعباده، حيث شرع لهم كل أمر به يتراحمون ويتعاطفون.


(١) {انظر: جامع البيان (٣/ ٣٩٩).
(٢) {انظر: التحرير والتنوير (٢/ ١٥٢).
(٣) {الجامع لأحكام القرآن, (٣/ ١١٥).

<<  <   >  >>