للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجئ أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت) (١).

• المطلب الثاني: اطمئنان البيوت.

من آثار السكن الذي يحصل بين الزوجين الطمأنينة والهدوء والسكينة الذي يضمن الأمن الأسري في المنزل, ويتحقق بذلك أمران:

الأول: كون البيت المطمئن بيئة صالحة لتربية الأولاد, وتأهيلهم لحمل الأمانة ونفع الأمة بعيدا عن أجواء الشقاق والخصومة, وبهذا يحصل التوازن والاستقرار في الأولاد.

أما إن كان البيت مكانا للنزاع والخلاف, فهذا تكدير لجو الأسرة ومخالفة لمقصد السكن الذي ذكره الله تعالى في كتابه (٢).

الثاني: أنه إذا حصل السكن واطمئن كل واحد لصاحبه فهذا هو المكان المناسب الذي يمكن أن تفضى فيه الأسرار وتحفظ فلا تخرج, فإن الإنسان بحاجة إلى من يفضي إليه وبحاجة إلى من يكتم عنه سره. وقد قال تعالى عن الزوجين: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: ١٨٧] أي أن كل واحد منكم ستر لصاحبه (٣).

وفي إفشاء هذه الأسرار نقض لدعائم الأسرة, ونزع للثقة التي تزرع الشكوك وتزيل الاطمئنان من النفوس, ولذلك فقد ذم النبي - صلى الله عليه وسلم - من يفعل ذلك فقال: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) (٤).

وهذا من الوعيد الشديد الذي حذر منه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لما ينتج عنه من المفاسد العظيمة


(١) أخرجه مسلم, كتاب صفات المنافقين وأحكامهم, باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قرينا برقم (٢٨١٣).
(٢) انظر: في ظلال القرآن (٣/ ١٤١٢).
(٣) انظر: حجة الله البالغة (٢/ ٩٩٣) , جامع البيان (٣/ ٤٩٢).
(٤) أخرجه مسلم عن أبي سعيد الخدري, كتاب النكاح باب تحريم إفشاء سر المرأة, برقم (١٤٣٧).

<<  <   >  >>