أمر الله تعالى بالعدل فقال:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}[النحل: ٩٠] وأخبر في غيرما آية أنه يحب القائمين به فقال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨)} [المائدة: ٤٢].
والله عز وجل قائم بالعدل كما أخبر عن نفسه جل وعلا: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)} [آل عمران: ١٨].
فأفعال الله تبارك وتعالى كلها عدل, وأحكام الشريعة قائمة على العدل مبنية عليه.
ولذا فإن الناظر في أحكام المواريث وفروضها التي فرضها الله يرى فيها غاية العدل والقسط, ولو اجتمع أهل الأرض قاطبة على قسمة غير قسمة الله تبارك وتعالى لهذه الفرائض يمكنهم أن يعدلوا فيها لما استطاعوا, والواقع يشهد بذلك من زمن الجاهلية وحتى زماننا هذا ممن وضعوا القوانين على غير منهج الله.
ولو تأمل القارئ لآيات المواريث يظهر له ما حوته تلك الآيات من تحقيق العدل, ومن ذلك:
• المطلب الأول: إبطال وإنكار عادات الجاهلية التي فيها ظلم للمرأة والصغير.
فقد جاءت آيات المواريث مبطلة ومنكرة لهذه العادة الجاهلية, ولا أدل على ذلك مما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت: يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا و أن عمهما أخذ مالهما فلم