للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: التفكر في أسماء الله وصفاته]

أسماء الله عز وجل غاية في الحسن والكمال, وصفاته عليا في القدر والمنزلة كما قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٨٠)} [الأعراف: ١٨٠].

ولما كانت هذه الأسماء العظيمة الدالة على صفات الله عز وجل ختمت بها معظم آيات المواريث, فتارة يقرن صفة العلم بصفة السمع وتارة يقرن العلم بالحكمة, وأخرى يقرن المغفرة بالرحمة, كان من المهم أن تدرس هذه الصفات وما تدل عليها من حكم, وما تبعثه في نفس القارئ من آثار ومعانٍ عظيمة, فإن العارف بالله حقيقة المعرفة يستدل بما يعرف من صفاته وأفعاله على ما يفعله جل شأنه, وعلى ما يشرعه من أحكام, لأنه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته, فأفعاله دائرة بين العدل والفضل والحكمة. (١)

ومن الآثار والمعاني العظيمة التي تحصل من التفكر في هذه الأسماء ما يلي:

• المطلب الأول: الحث على مراقبة الله تعالى.

قال تعالى: {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٨١)} [البقرة: ١٨١]. نهى الله جل وعلا عن تبديل ما أوصى به الميت أو كتم شيئا من وصيته ثم ختم الآية بقوله: (إن الله سميع عليم) وفي هذين الاسمين ما يدعو النفس إلى مراقبة الله جل وعلا وامتثال أمره, سواء في ذلك الموصي فلا يوصي بمحرم أو


(١) {انظر: شجرة المعارف والأحوال للعز بن عبد السلام (ص ٨١) , تيسير الكريم الرحمن (ص ٣٥).

<<  <   >  >>