للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسينتج عن ذلك سوء أخلاق المحجور عليه بل قد يتهمه ويسمع وليه كلمات مكروهة فيحصل بذلك الخلاف والشقاق.

أما إذا أحسن الولي القول, ووعظه بالحسنى, فذلك أدعى لبقاء الكرامة بين الأولياء ومواليهم, وقد ينتفع السفيه بقول المعروف, فتكون سببا في صلاح حاله (١) , وهكذا تقوى أواصر المجتمع وتترابط.

• الوجه الثالث: أن جانب السفيه موصوف بالهوان لنقصان عقله وقلة تدبيره ... - وهي نقصان في الخِلقة- وذلك قد يحمل وليه على التلفظ عليه بسيء الألفاظ وإسماعه ما يكره, وهذا يجعل حال السفيه من صغار إلى صغار, أما إذا أكرمه الولي وتحمّل ضعفه الجبلّي وألان له القول, فذلك يرفع من شأن المحجور عليه ويشعره بالكرامة, فلا يشعر بالهوان والدون في تعامله مع الناس ولذلك فإن الله تعالى نهى أن يقهر اليتيم فقال: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (٩)} [الضحى: ٩]. فقد يحصل من اليتيم ما يستدعي قهره فنهى الله تبارك وتعالى عن جميع أنواع القهر بالقول والفعل (٢).

• المطلب الثاني: أخذ الولي الفقير من مال اليتيم بالمعروف.

قال تعالى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء:٦].

أباح الله تبارك وتعالى لولي اليتيم إن كان فقيرا أن يأكل من مال وليه شريطة أن يكون بالمعروف, فلا يكون الأخذ بغير المعروف.

وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - ضابط الأخذ بالمعروف من مال اليتيم, فعن قتادة رحمه الله أن عم ثابت ابن رفاعة وثابت يومئذ يتيمٌ في حجره، أتى نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، إن ابن أخي يتيمٌ


(١) انظر: التحرير والتنوير (٤/ ٢٣٧).
(٢) انظر: التحرير والتنوير (٤/ ٢٣٦, ٢٣٧) , (٣٠/ ٤٠٢).

<<  <   >  >>