للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشعر، قال: فما كتابه؟ قال: الوشم، قال: فما طعامه؟ قال: كل ميتة، وما لم يذكر اسم الله عليه، قال: فما شرابه؟ قال: كل مسكر، قال: فأين مسكنه؟ قال: الحمام، قال: فأين مجلسه؟ قال: الاسواق، قال: فما صوته؟ قال: المزمار، قال: فما مصايده؟ قال: النساء) (١).

فدل هذا الأثر على أن شرب المسكر وأكل المحرمات من أعمال الشيطان, ويريد الشيطان أن يوقع بني آدم في هذه المحرمات التي سماها الله تعالى رجسا أي: شرّاً وسخطا (٢) , وهي توصل إلى الغواية ولا شك, كيف لا وهي تصد العبد عن ذكر ربه, وعن الصلاة كما نصت الآية الكريمة فهي تلهي القلب والبدن عن خالقه, وتبعده عن النجاح والفلاح, وقد بين الله تعالى في سورة النور أن خطوات الشيطان تقود كذلك إلى الفحشاء والمنكر فقال عز وجل: {وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور:٢١].

فمن رحمة الله تعالى وحكمته أن أمرنا باجتناب ما يبعدنا عنه, ونهانا عن كل ما يشين العبد في الدنيا ويوبقه في الآخرة.


(١) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه, باب الشعر والرجز برقم (٢٠٥١١) (١١/ ٢٦٨) , والبيهقي في شعب الإيمان, باب في حفظ اللسان برقم (٥٠٩١) (٤/ ٢٧٧).
(٢) انظر: جامع البيان (١٠/ ٥٦٥) , تفسير ابن أبي حاتم (٤/ ١١٩٩).

<<  <   >  >>