للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعلى الزوج مراعاة هذا الحق, فحفظه حفظ لحق الله, وهو سبب في استقرار البيوت وطمأنينتها.

• ومن الحقوق المشتركة بين الزوجين والتي دل عليها قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: ٢٢٨] حق قضاء الحاجة والوطر فكما أنه حق للزوج فهو حق للزوجة وقد أشار ابن عباس رضي الله عنهما إلى ذلك بقوله: (إني أحبُّ أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تتزين لي; لأن الله تعالى يقول: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (١).

ومما يدخل ضمن هذا الحق ألا يعْجَل الزوج على زوجه في الجماع حتى تقضي حاجتها كما عليه أن يتوخى أوقات حاجتها فيعفها ويغنيها (٢).

وكذلك فإن على الزوجة أن تجيب زوجها إذا دعاها لحاجته, ولا يجوز لها التباطؤ في إجابته فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا الرجل دعا زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور) (٣).

ففي القيام بهذا الحق إعفاف لكلا الزوجين من أن يشبعا حاجتهما بما حرم الله.

فإذا امتثل الزوجان ما وجب عليهما من الحقوق ففي ذلك صلاح للأسرة وصلاح للمجتمع من التفكك والقطيعة.


(١) انظر: جامع البيان (٤/ ٥٣٢) , المحرر الوجيز (٢/ ٢٧٤).
(٢) انظر: المغني (١٠/ ٢٣٢) , الجامع لأحكام القرآن (٤/ ٥٢) , روح المعاني (٢/ ١٣٥).
(٣) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب الرضاع, باب حق الزوج على المرأة برقم (١١٦٠) وقال الترمذي حديث حسن غريب, وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب عشرة النساء, باب في المرأة تبيت مهاجرة لفراش زوجها برقم (٨٩٧١) , وابن حبان في صحيحه, كتاب النكاح, باب معاشر النساء برقم (٤١٦٥) , كلهم من حديث طلق بن علي. وصححه الألباني (انظر: صحيح الترغيب والترهيب ٢/ ١٩٩).

<<  <   >  >>