للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اسْتَفْضَلَ أَقِطًا وَسَمْنًا فَأَتَى بِهِ أَهْلَ مَنْزِلِهِ فَمَكَثْنَا يَسِيرًا أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ فَجَاءَ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَهْيَمْ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ مَا سُقْتَ إِلَيْهَا قَالَ نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ (١).

قال عبد الرحمن: فَلَقَدْ رَأَيْتنِي وَلَوْ رَفَعْت حَجَرًا لَرَجَوْت أَنْ أُصِيب ذَهَبًا أَوْ فِضَّة. (٢)

وفي الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى عروة بن الجعد دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاةً فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ شَاتَيْنِ فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ وَجَاءَهُ بِدِينَارٍ وَشَاةٍ فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ وَكَانَ لَوْ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيه (٣).

وهكذا كل بيع أو معاملة تكون مبنية على امتثال شرع الله فإن عاقبتها إلى فلاح وبركة فعن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا) (٤).

فإذا حرص العبد المسلم على اكتساب ماله بالحلال فليبشر بالبركة و الفلاح، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه: (يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح) (٥).


(١) رواه البخاري ,كتاب البيوع، باب قول الله تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض) ,برقم: (١٩٤٤)
(٢) فتح الباري (٩/ ٢٩٢) وقوله في الحديث: (مهيم؟) أي ما الذي أراه بك وقوله: (وضر من صفرة) أي أثر من طيب.
(٣) رواه البخاري, في كتاب المناقب, باب سؤال المشركين أن يريهم النبي - صلى الله عليه وسلم - , برقم (٣٤٤٣).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب البيوع, باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع ومن طلب حقا فليطلبه في عفاف, برقم (١٩٧٣) , ومسلم في كتاب البيوع, باب الصدق في البيع والبيان, برقم (١٥٣٢).
(٥) أخرجه البخاري في الأدب المفرد, كتاب حسن الخلق, برقم (٢٩٩) ,وأحمد في المسند برقم (١٧٧٩٨) والبيهقي في الشعب (٢/ ٩١) برقم (١٢٤٨) , وابن حبان في صحيحه, كتاب الزكاة, برقم (٣٢١٠) قال ابن أبي حاتم: سمع هذا الخبر علي بن رباح عن عمروبن العاص وسمعه من أبي القيس بدل عمرو عن عمرو فالطريقان جميعا محفوظان. (صحيح ابن حبان (٨/ ٦) , وقال الحافظ ابن حجر: صَحَّحَهُ أَبُو عَوَانَة وَابْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن رَبَاح عَنْ عَمْرو بْن الْعَاصِ, فتح الباري (٨/ ٩٥) , وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (٢/ ٣٥٥).

<<  <   >  >>