للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يترك الحلم إلا إذا علم أن المقصود المغالبة، فإنه حينئذ يستعمل الشهامة ولا يرجع إلى أحد:

ولا خير في حلم إذا لم تكن له … بوادر تحمى صفوه أن يكدّرا

يكرم جليسه غاية الإكرام، مع الاقتصاد في المدح والذّم، وينزل الناس منازلهم، له الخبرة التامة بذلك من معرفة أحوال الدهر وأخبار أبنائه ومخالطة رؤساء الوقت تزيد في محبته، وتحثّ على آدابه في الصحبة، ويعرّف الجاهل بمقداره. وينبه العاقل على حسن إعلانه وإسراره، وهو في جميع ذلك كما قلت، ولم أقصد غلوّا ولا مبالغة:

لساني يا قاضى القضاة عن الذي … أحاول من حسن الثناء: كليل

فإنك قد أرسلت في الناس أنعما … تجلّ عن الإحصا، وأنت جليل

ملأت طباق الأرض علما وحكمة … وحلما وجودا، والثناء يطول

وأنت شهاب الدين تحمى سماءه … فلا مارد إلّا عليه تصول

أبا (٣٣٦) الفضل: عمّ الجود منك ومن بغى … بحدّك يأتيه الردى فيحول

لقد جبت أقطار البلاد معاشرا … رؤوس البرايا والرؤوس قليل

فما أنتجت لي خبرتى وصحابتى … لهم غير حبّ فيك ليس يزول

ومعرفتي أن ليس غيرك سيدا … ومالك كفء في الأنام عديل

تسنّنت أفعال النبىّ وقوله … فماذا الذي من بعد ذاك أقول

يهابك من لاقاك يوما بديهة … يحبك إن يصحب وطال مقيل

ولم يبق في الآفاق شرقا ومغربا … سواك على ماضي الكرام دليل

فأسأل ربّى أن يطيل لك البقا … ليبقى ثناء للعباد جميل

***


(٣٣٦) في السليمانية وتونس «أبو».

<<  <  ج: ص:  >  >>