للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: من إمارات صحة هذه الرؤيا ظهور بركتها صبيحة الليلة التي رؤيت فيها، فانّ الأشرف كان قد أخذ قاضى القضاة ليكون معه في حصار آمد، فأذن له في ذلك اليوم بالعود إلى حلب من غير أن يسأله في ذلك أحد.

قال شيخنا: «ولعل من إمارات صحته موت البساطى بعد ست سنين من هذه الرؤيا على [عدد] (٤٠٣) زهر الياسمين الذي سقط، فإنه مات في رمضان سنة اثنتين وأربعين، وربما يكون الذي في يده تتمة بعدد مضى من عمره من السنين إذ ذاك، والله أعلم. انتهى.

قلت: وأنا والله أخاف أن يكون تأويل إنزال شيخنا للنبي إلى ذلك الذي يشبه القبر الدلالة على قرب الساعة بأن شيخنا يدفن بموته علم السّنة ولا يقوم بعده به أحد، والعياذ بالله.

ومن ذلك ما حدّثنى [به] (٤٠٤) العلامة الشيخ برهان الدين بن خضر (٤٠٥) ليلة السبت ثالث عشر رجب سنة ست وأربعين، قال: «حدثني زين الدين أبو بكر يحيى المنوفى الخياط يوم الجمعة ثامن عشر الشهر المذكور أنه رأى في ليلة ذلك اليوم الإمام الشافعي ومعه ثلاثة أنفس، فسأل عن ممشاه فقيل له إنه ذاهب إلى ابن حجر يسلم عليه». قال: «فتوجهت معهم إلى أن أتى إليه ولاقاه قاضى القضاة فتسالما وتعانقا، ثم رجع الشافعىّ فسألته الدعاء وشكوت إليه حالي فقال: رتّبوا له رغيفين في كل يوم»، فاستيقظت.

ثم سمعنا بعد حكاية البرهان لي هذا المنام أنّ السلطان عزل العلاء القرقشندى من تدريس مقام الإمام الشافعي وفوّض أمره إلى قاضى القضاة في يوم الجمعة الذي رؤى المنام في ليلته، وقال البرهان إنه لم يسمع ذلك قبل حكايته لي هذا المنام، وهذا من أغرب الرؤى وأسرعها: وقوع تأويل وأصدقها.


(٤٠٣) الإضافة التي بين المعقوفتين من عند المحقق.
(٤٠٤) إضافة يقتضيها سياق الكلام.
(٤٠٥) هو إبراهيم بن خضر بن أحمد بن عثمان، وسترد ترجمته هنا فيما بعد رقم ١٥٨، كما ترجم له السخاوي في الضوء،١/ ٤٣ - ٤٤ وأشار إلى أنه لازم ابن حجر حيث انفرد بقراءة فتح الباري عليه عاما وأنه مات سنة ٨٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>