للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحصل له رمد فكتبت إليه (٤١٨):

شفاك إلهي يا إمام زماننا … وهذا دعاء للبرية غامر

رمدت فإنسان الورى عاد أرمدا … لأنك عين للأنام وناظر

نشأت قديما على محبته وما زلت متشوقا إلى لقائه، ويمنعني من الرحلة (٤١٩) لذلك الإملاق إلى أن كنت في القدس سنة أربع وثلاثين فقدّر الله تعالى ذلك في أمر غريب، وهو أنه حصل لي حاجة في بلد الخليل ، فلما قدمتها احتجت إلى السفر إلى غزّة (٤٢٠)، فلما وصلت إليها هانت عندي بقية الطريق، وقذف في قلبي السفر بحيث لم أقدر على الرجوع، ولم يكن معي نفقة تكفيني، فدخلت إلى القاهرة وليس معي درهم، فمثلت بين يديه يوم مقدمى وكان يوم الثلاثاء سادس (٤٢١) عشر صفر من السنة، فحدّثنى من حفظه بالمسلسل بالأولية وهو أول حديث سمعته منه مطلقا، قال حدثنا شيخ الاسلام سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان البلقيني، وهو أول حديث سمعته عليه لفظا، أنبأنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومى بشرطه بسنده.

*** ثم لازمته فلم يمض غير يسير حتى عددت من أصحابه الذين يحفّون (٤٢٢) به ويعلمهم إذا أراد التنزه، وحصل لي منه-ولله الحمد-حظ وافر من الإقبال والعلم والمال والشهرة بين الناس وبالتوقير والإجلال، ولم أزل حريصا على مجالسه حضرا وسفرا إلا أوقاتا يسيرة لا تعدّ قدحا (٤٢٣) في الملازمة، وسمعت عليه بعد ذلك أسانيد كثيرة جدا للمسلسل، وسمعت عليه بقراءتي وقراءة


(٤١٨) أمامها في نسخة تونس بغير خط الناسخ «ما خاطبه به المؤلف لما رمد».
(٤١٩) أمامها في تونس بغير خط الناسخ «منعه من الرحلة إليه».
(٤٢٠) في السليمانية «غزوة».
(٤٢١) الوارد في جدول هذه السنة في التوفيقات الإلهامية ص ٤١٧ أن المحرم كان أوله الثلاثاء.
(٤٢٢) في السليمانية وتونس «يخفون».
(٤٢٣) مكانها فراغ ولكنها في تونس «قادحا».

<<  <  ج: ص:  >  >>