للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غيرى من الكتب الكبار والأجزاء الصغار شيئا كثيرا، وأخذت عنه علما غزيرا، ولازمته طويلا ولم أعدل به بديلا.

وهو كثير المدائح، جمّ المآثر، جليل المناقب، عظيم الفضائل، جميل الفواضل، فلو بسطت القول في محاسنه لكان في مجلدات، ولو استمريت أكتب.

لاستمرت علىّ صفاته تملى، فالله تعالى المسؤول أن يمتّع المسلمين بحياته ويعمّهم ببركاته.

فمن الفوائد التي حفظتها عنه مما كان يجيب به إذا سئل في المجالس من غير مراجعة كتاب مما ظننت أنه ادخر له ولم يسبق اليه بهذا النظام (٤٢٤) فقيّدته بحسب ما بلغته عبارتى أنه سئل عن الجمع بين قوله تعالى (٤٢٥) ﴿تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ وقوله تعالى (٤٢٦) ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ فقال: الجارّ في سورة سأل «ليس متعلقا بالعروج بل بواقع» أي: أنّ العذاب واقع بالكافرين في اليوم الموصوف وهو يوم القيامة، ولكن المشكل الجمع بين آية «سأل» وبين قوله تعالى (٤٢٧) ﴿وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ فسئل عن الجواب فقال: «يمكن أن يكون مقدار ذلك اليوم في الواقع ألف سنة (٤٢٨)، وطوله على الكافرين حتى يكون بمقدار خمسين ألف سنة وإنما هو اعتبار ما يحصل لهم من الأهوال ويقصر على المؤمنين باعتبار ما يحصل لهم من المسرات حتى يكون كطرفة عين كما ورد في الحديث، ومثال ذلك في الدنيا الانتظار فإنه يخيّل به أن الزّمن اليسير صار في غاية الطول والاجتماع على المسرات فإنه يظن به قصر الزمن الطويل حتى يتوهم أن اليوم ساعة.

***


(٤٢٤) في تونس «التمام» ولكن ورد في الهامش «لعله النظام».
(٤٢٥) سورة المعارج، آية ٤.
(٤٢٦) سورة السجدة، آية ٥.
(٤٢٧) سورة الحج آية ٤٧.
(٤٢٨) أمامها في هامش تونس بخط غير خط الناسخ «فائدة: يجمع بين قوله تعالى: ﴿كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ وقوله ﴿أَلْفَ سَنَةٍ﴾».

<<  <  ج: ص:  >  >>