للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنشدني من لفظه لنفسه يوم الثلاثاء ١٤ ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالقرا سنقرية (٥٥٦) [قصيدة] على وزن [قصيدة لابن زيدون] في ضد معناها:

ملكت فاحكم بمهما إن تشا فينا … ها أنت ممرضنا، ها أنت شافينا

لسنا نؤمّل شيئا منك غير رضا … وقربنا منك، يا أقصى أمانينا

حاشاك يا غاية الآمال تبعدنا … فما من البرّ إبعاد المحبينا

روحي الفدا لحبيب قد دنا ووفى … ولا رقيب ولا واش فيؤذينا

لا يشتهى الراح مع ظلم له أبدا … ولا الظّما نشتكى ما دام يروينا

يسعى لنا بشمول من شمائله … وبالجدود (٥٥٧) يحيّينا فيحيينا

في روضة رقصت أغصانها طربا … من شدو ورقا عن الألحان يغنينا

شقيقها شقّ غيظا قلب حاسدنا … وحسن منثورها المنظوم يلهينا

والقلب سرّ بعيش قد صفا فدعى … بأن ندوم، فقال الدهر: آمينا

والشمل مجتمع، لا يشتفى أبدا … يوما من الدهر واشينا ولا حينا

فإن بكينا فليس الدمع من حزن … لكنّ فرط السرور المحض يبكينا

لا يعرف الحبّ هجرانا ولا مللا … ونحن لا يعرف (٥٥٨) السلوان نادينا

رأت حاسدنا يشكو الزمان فما … يزال يعصيهمو قهرا ويرضينا

نمسى ونصبح في ظلّ الوصال وقد … «أضحى التدانى بديلا من تنائينا»

حدثنا (٥٥٩) الشيخ شهاب الدين الحجازي قال: مرّت لي غرائب في عمرى، منها أنى كدت أغرق في بطيخة، وذلك أنى لما كنت صبيا حملت بطيخة صيفية على رأسي وإذا هي منتهية جدا ولم يكن على رأسي غير طاقية، فتقوّرت فدخل رأسي فيها حتى غطت على أنفى وفمي، وشرعت أريد رفعها فمنعني من ذلك نزولها إلى أسفل لثقلها، فطأطأت رأسي حتى نزلت منه.


(٥٥٦) المدرسة القراسنقرية: تنسب إلى الأمير قراسنقر أحد مماليك المنصور قلاون وهي بخط رحبة باب العيد من القاهرة، أما دار قراسنقر فبحارة بهاء الدين. انظر السلوك، ج ٢ ق ٣ ص ٥٥٨.
(٥٥٧) في تونس والسليمانية [وبالجذور].
(٥٥٨) في تونس «نعرف».
(٥٥٩) يعنى بذلك صاحب الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>