للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن النبي قال: إن الله أذن لي إذ حدّث عن ديك رجلاه في الأرض وعنقه مثبتة تحت العرش وهو يقول: «سبحانك ما أعظم شانك»، قال: فيرد عليه ما يعلم ذلك من حلف لي كاذبا واستمر يسوق شيئا كثيرا من مثال هذا الذي لو كان قصده به أن يذكر فضائل الديك لعيب جمعه كله فكيف، وإنما القصد تعبير الرؤيا إلى أن ذكر صياح الديك ثم قال: ففي التفسير عن سفيان الثوري في قوله تعالى: «إن أنكر الأصوات لصوت الحمير» (٤٧٥)، قال: صياح كل شيء يسبح لله ﷿ إلا الحمار، فإنه ينهق بلا فائدة ثم قال: التعبير قول عمر في الرؤيا نقرنى ديك ثلاثا فيه إشارة إلى قوله تعالى:

«مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى» (٤٧٦) وبالنقد إلى قوله تعالى:

فإذا نقر في الناقور أي نفخ في الصور» (٤٧٧) قال المفسرون: الصور نقر فيه مع النفخ والنفخات في الصور ثلاث قال أبو بكر بن العربي المالكي تلميذ الغزالي وهي نفخة الفزع ونفخة البعث وبالسلامة لي بقية عمر الراوي ولهذا قيل: إنه لم يمض عليه أربع ليال من الرؤية حتى طعن كما ورد في الحديث ولأنه ورد أن الرؤيا كانت ليلة الجمعة فطعن يوم الأربعاء.

وفي لفظ نقرتين إشارة إلى قوله تعالى: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون» (٤٧٨)، وقوله:

ثلاث استناد إلى تأويل نبي الله يوسف حين قصّ عليه ساقى الملك فقال:

إنّي رأيت كأني دخلت كوما فحملت ثلاثة عناقيد فعصرتهن في الكأس ثم أتيت به الملك فشربه فقال له ما أحسن ما رأيت أما الأغصان الثلاثة فثلاثة أيام يبعث إليك الملك عند انقضائها فيردك إلى عملك فيعود كأحسن ما كنت فذكره إلى آخره ثم قال والحكمة في الثغر دون الخميش إكراما لعمر فإن الفم أشرف الأعضاء في الحيوان ولم يوقظه برجله تشريفا له ثم أن الرجل يلامس القاذورات والنجاسات فناب إيقاظه بالعضو الشريف دون غيره ولونه نقرا إلى إشارة إلى الطعن دون غيره لأن النقر له زكايه في العضو كالطعن ولأن سلاح الطير منقاره فإن قيل (٤٧٩) قد فسّر الرؤية لنفسه بقوله له يقتلني رجل من الأعاجم.


(٤٧٥) سورة لقمان آية ١٩.
(٤٧٦) سورة طه آية ٥٥.
(٤٧٧) سورة المدثر آية ٨.
(٤٧٨) سورة البقرة آية ١٥٦.
(٤٧٩) الجملة من «قد فسر» وحتى «أن الرؤيا» ساقطة من السليمانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>