للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم قصها على أسماء بنت عميس ففسرتها بمثل ما فسرها لنفسه ولم ترد على ذلك وقد قيل أن الرؤيا على جناح طاير أو رجل طاير فيقع ما نزل تعبير فالجمع بينهما أنه لم يقنع بتفسيره لنفسه لأن التأويل محتمل وليس مقطوعا به لقول نبي الله يوسف لساقى الملك وصاحب طعامه (قضى الأمر الذي فيه تستفتيان) (٤٨٠) فهو وحى من الله على أحد التأويلين إلى أن قال بخلاف تعبير الآية (٤٨١) فإنه محتمل التأويل فلم يقنع عمر بتأويل نفسه فوكل الأمر إلى غيره ليستثبت ذلك ويسمعه من غيره، ثم ساق أحاديث تتعلق بكون عمر كان ملما (٤٨٢) محدثا وبالفتن وغيرها إلى أن قال ولعل النقرات فيها إشارة إلى قتل الخلفاء الثلاث على التوالي عمر وعثمان وعلى والحكمة في قصة الرؤيا على أسماء بنت عميس زوج أبى بكر لعله من علمه تكرار دخول النبي بيت (٤٨٣) أبى بكر كل يوم طرفي النهار فلعلها سمعت من النبي شيئا يدل على قتله ولم يذكره النبي لعمر ولم يذكره لغيرها كما ورد في قصة للمسقف حين استأذنه البواب وهو أبو موسى الأشعري على دخول عمر فقال «ائذن له وبشره بالجنة» ولم يذكر له الشهادة وقال للبواب حين استأذن على عثمان «ائذن له وبشره بالجنة» على بلوى تصيبه فقال عثمان «الله المستعان» فلم يذكر مثل ذلك لعمر بل كتمه عنه ولعل الحكمة اقتضت ذلك وهو أن عثمان حوصر وقتل صبرا. وأيضا فإن أسماء كان عندها علم من تفسير المنام وكان أبو بكر من علماء التعبير وكون الديك أحمر إشارة إلى الدم الذي يخرج منه بالطعن فإن الحمرة من ألوان الدم. ويقال في المبالغة «موت أحمر». وفسر بمخالفة الهوى وكون النقرات ثلاثة إشارة إلى أنه كان إذا سلّم سلّم ثلاثا وإذا تكلم بأمر أعاده ثلاثا ليحفظ عنه.

ولعل الديك فعل ذلك بعمد.

فالأولى لينبّه. والثانية ليستيقظ، والثالثة ليستعد لأمر الله تعالى. واقتصر على الثلاث لأنها أقل مدة معتبرة في الشرع فلم يزد عليها فمنها مدة خيار الشرط وهي ثلاثة أيام فما دونها، ومنها أن المسافر إذا اجتاز ببلد ولم ينو الإقامة فيها قصر ثلاثة أيام غير


(٤٨٠) قرآن كريم، سورة يوسف، آية ٤١.
(٤٨١) في الأصلين: «الأمة»: والأصح «الآية».
(٤٨٢) في السليمانية «ملها»، وفي تونس: «مليا».
(٤٨٣) الجملة من «بيت أبى بكر إلى عليه وسلم» ساقطة من السليمانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>