للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهو الذي تجري الأمور بحكمه … في سائر التدبير والتصريف

فلكم جلا عنا حنادس كربة … قد حلّها من بعد مس حتوف

وهو الذي يرجى ليوم معادنا … في دفع أهوال وطول وقوف

ثم الشفاعة من إمام المرسلي … ن السيد المخصوص بالتشريف

وأنشدني كذلك: [الكامل]

لم أنس إذ قالت وقد أزف النوى … أفديك بالأموال بل بالأنفس

ماذا الفراق؟ فقلت: أنت أردته … قالت: كذا فعل الجواري الكنس

وكأن نثر دموعها بخدودها … طل على ورد همى من نرجس

وأنشدني يوم الجمعة المذكور بالحجازية (١) على شاطئ النيل المبارك، قال أنشدني قاضي القضاة بمصر والشام صدر الدين بن المعز لنفسه: [طويل]

صريح طلاق المرء يلحق مثله … ويلحق أيضا باينا كان قبله

كذا عكسه لا بائن [ا] بعد بائن … سوى بائن قد كان علّق فعله

قال الشيخ: فنظمت أنا هذا المعنى في بيت واحد فقلت: [طويل]

وكل طلاق بعد آخر واقع … سوى بائن مع مثله لم يعلق

قال: الصريح هو الطلاق الرجعي، والبائن ما يمنع الرجعة، ومنه الطلاق بالكنايات سوى ثلاثة ألفاظ وهي: اعتدّي، واستبرئي رحمك، وأنت واحد. والبائن المعلق إذا لم توجد الصفة إلا بعد الطلاق البائن، وقع الاثنان.

قال: وكان الإمام علاء الدين بن الرصاص الحنفي قد سافر من القدس، وولدت في غيبته، ثم رجع إلى القدس وأنا دون البلوغ، سني نحو الثلاث عشرة سنة، فقال الشيخ علاء الدين لوالدي: هذا ولدك الذي ولد في غيبتي؟ قال: نعم، وهو منتهى في


(١) المدرسة الحجازية: برحبة باب العيد من القاهرة بجوار قصر الحجازية، وكان موضعها بابا من أبواب القصر يعرف بباب الزمرد. أنشأتها الست الجليلة خوند تتر الحجازية بنت السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، زوجة ملكتمر الحجازي. انظر: الخطط ٤/ ٥٣١ - ٥٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>