للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المدرسة المعظمية. فقال له: تغير، ثم بعد يا صبي تكون منتهيا في المعظمية. فقال:

إني أمتحنه، فإن كان أهلا كان إجازة بيتك، وإلا جعلته في الطبقة التي يشير بها.

فقال: أنصفت. ثم استعرضني من محفوظي الكنز والحاجبية في النحو، فقال: والله إن حفظه لجيد وقراءته قراءة من يفهم. ثم قال: تعرف تعرب شيئا؟ فقلت: نعم. فقال:

لو ما هي؟ فقلت: حرف امتناع لامتناع، فقال: ولولا؟ فقلت: حرف امتناع لوجود.

فقال: فجواب لو ماذا؟. فقلت: باللام، إما ظاهرة وإما مقدرة. قال: فما تقول في قوله تعالى ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ (١) فأردت أن أقول: إن جوابها لترون، ثم عرفت أنه لو كان جوابها ما سألني عنها مع قولي إن جوابها باللام، فأفكرت في ذلك، فقامت الصلاة فألهمت أني إن تفكرت فيها في الصلاة لا يفتح عليّ بشيء، فألهمت الجواب، فلما سلمنا قال له الوالد: سله عن سبب نزولها، قال: وكنت أحفظ عبارة الواحدي في الوجيز، فقلت: اختلف في سبب نزولها. فقيل: إنها نزلت في بطنين من قريش: بني سهم وغيرهم، وقيل في طائفتين من اليهود تكاثروا فتعادوا الأحياء فغلبت إحداهما الأخرى، ثم تعادوا الأموات فأنزل الله تعالى هذه السورة ذما لهم وتقريعا ﴿أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ﴾ (٢) أي شغلكم التكاثر ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ﴾ تعددن الأموات ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ عند النزاع سوء عاقبة ما كنتم عليه، ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ تكرير للتأكيد، ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ لو علمتم طريق الحق لسلكتموها ووالله ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾. فقال الشيخ علاء الدين بصوته العالي: أشهد أنك إمام، أشهد أنك إمام.

قال: وعندي الآن في ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ جوابان آخران: أي كلّا سوف تعلمون في الدنيا إذا نزل بكم بأس الله وعقوبته بيد نبيه وأصحابه، ثم كلّا سوف تعلمون عند الموت، أو كلّا سوف تعلمون عند الموت، ثم كلّا سوف تعلمون عند البعث؛ فيكون التكرار هنا للتأسيس لا للتأكيد.

ومن تصانيفه: تكملة شرح الهداية، لقاضي القضاة شمس الدين السروجي، ووصل فيه السروجي إلى الإيمان. قال: فكتبت منه على كتاب الإيمان مجلدين، وعلى كتاب الحدود مجلدين، ومن كتاب السير مجلدا، وكتاب أحكام الزنادقة مجلدا نحو


(١) سورة الكوثر، الآية ٥.
(٢) سورة التكاثر، الآية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>