للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله في الرملة زاوية (١٤١) يقيم بها من أراد أن ينقطع إليه فيواسيهم بما لديه على خفّة ذات اليد، ويقرئ بها، وأرسل له المال مرارا ليفرّقه على مستحقيه فيأبى أن يدخل في شيء من تعلقه.

وحكى لي أن طوغان-نائب القدس وكاشف الرملة-طلب منه على لسان الشيخ كفّ شيء من الظلم فأبى وقال:

«طوّلتم علينا بابن رسلان، إن كان له سرّ فليرم هذه النخلة»، وأشار إلى نخلة قريبة منه، فهبّت عليها ريح فكسرتها، فتوجّه من ساعته إلى الشيخ واستغفر، فقال له الشيخ: «ما الخبر؟» «فحكيت له الحكاية فقال» لا قوة إلا بالله، من اعتقد أنّ رمى هذه النخلة كان بسببي أولى فيه تعلّق ما فقد كفر، فتوبوا إلى الله من هذه الواقعة وجددوا إسلامكم فإن الشيطان أراد أن يستزلكم» ففعلوا ما أمرهم به، وتوجهوا.

[وكان] وهو بالرملة يقرئ بها القرآن الأطفال وغيرهم لله تعالى، ويشغلهم في «النفحة الوردية» في النحو و «بهجة ابن الوردي» وغيرهما على حسب ما يراه من نجابة الشخص، وانتفع به خلق كثير منهم:

الشيخ الإمام العلامة أبو الأسباط شهاب الدين أحمد المذكور في هذا المعجم، وهو كثير العبادة لم أر ولم أسمع في زمانه بمثله في الزهد والورع والدين والعلم سوى الشيخ تقى الدين الحصني (١٤٢)، الشيخ عبد الرحمن أبى شعرة وعلي بن كنون (١٤٣) الحنبليّين المذكورين مع إجماع الناس على هذا، وخلاف بعض من لا معرفة له في أولئك.

لا نراه ساعة من الساعات إلا في عبادة.


(١٤١) في السليمانية «رواية».
(١٤٢) هو أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن وسترد ترجمته فيما بعد برقم ١٤٩.
(١٤٣) في تونس «رلبون» بتنقيط النون الأخيرة فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>