للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرني (١٤٤) صهره شيخنا العلامة الحافظ تاج الدين بن الغرابيلى (١٤٥) أنه كان قليلا ما يهجع من الليل، وأنه في وقت انتباهه ينهض (١٤٦) قائما كالأسد لعل قيامه يسبق كمال استيقاظه، يقوم كأنه مذعور فيتوضأ ويقف بين يدي ربه يناجيه بكلامه مع التأمل والتدبر، فإذا أشكل عليه معنى آية أسرع في تينك (١٤٧) الركعتين ونظر في التفسير حتى يعرف ذلك، ثم يرجع إلى الصلاة.

ولما سافر السلطان (١٤٨) إلى بلاد ابن قرايلك (١٤٩) هرب من الرملة إلى القدس في ذهابهم وإيابهم (١٥٠) لئلا يجتمع به أحد من الظّلمة، وبالجملة فهو في زماننا كسفيان (١٥١) الثوري في زمانه في كل معانيه، فالله تعالى يطيل (١٥٢) بقاءه رحمة للعباد، ويرزقنا وإياه الثبات على طريق الرشاد.

له تصانيف كثيرة نافعة من أجلّها «شرح سنن أبي داود» في أحد عشر مجلدا، واختصره بضبط ألفاظه، وشرح «جمع الجوامع» المسمى «لمع


(١٤٤) العبارة من هنا حتى آخر الخبر نقلها السخاوي في الضوء ج ١ ص ٢٨٦ س ٢١ - ٢٥.
(١٤٥) هو التاج محمد بن محمد بن محمد بن مسالم المعروف بالغرابيلى، وقد يقال له أيضا «الكركي» نسبة إلى الكرك التي انتقل إليها مع أبيه، وقد وصفه ابن حجر في إنباء الغمر تحقيق حسن حبشي ج ٣ ص ٤٨٨ - ٤٨٩. بأنه قد اغتبط به الطلبة لدماثة خلقه وحسن وجهه وفعله. انظر أيضا الضوء اللامع ١/ ٧٥٧.
(١٤٦) في الأصول «ينتهض».
(١٤٧) هكذا في الأصل.
(١٤٨) المقصود بذلك الأشرف برسباى وذلك حين سفره إلى آمد سنة ٩٣٦ هـ، وكان ابن حجر يأمل أن يلقى صاحب هذه الترجمة في هذه الرحلة ولكن لم يتحقق أمله.
(١٤٩) في السليمانية «قرلوك» وفي تونس «فرالوك».
(١٥٠) في السليمانية «وأربايهم».
(١٥١) في الأصول «كسفين» أما سفيان الثوري فقد ولد سنة ٩٧ هـ وهو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري من بنى ثور بن عبد مناة من مصر كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى، ولد ونشأ في الكوفة، وله من الكتب الجامع الكبير والجامع الصغير وكتاب في الفرائض. ومات في البصرة سنة ١٦١ هـ -راجع الأعلام للزركلي ج ٣ ص ١٥٨.
(١٥٢) ربما أشارت هذه الكلمة إلى أن البقاعى كتب هذه الترجمة قبل وفاة صاحبها التي كانت في ٢٢ شعبان سنة ٨٤٤، لكن جاء في آخرها تحديد يوم وفاته مما يشير على الأقل إلى أنه كتب الترجمة أولا في حياة المترجم ثم لما مات أضاف تاريخ وفاته ونسي أن يمحو ما قاله من الدعاء له بطول العمر، راجع وفيات سنة ٨٤٤، وترجمته مفصله في نزهة النفوس للصيرفى تحقيق حسن حبشي ج ٤/ ٢٢٨ برقم ٨٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>