بروحى من عذابي فيه عذب … ولم أك في هواك قتلت كلّما
يفوّق لي نبالا من لحاظ … ومن أعدائه سهما فسهما
فيصمى مهجتي ويصمّ سمعي … فلى حال أصم به وأصمى
ولا واللّه ما أنا عنه سال … ولو أنى أموت بذاك حتما
أخاطر في محبته بروحى … فإما أن أعيش به وإما
فموتى في محبته حياتي … وصحوى من هواه أراه إثما
فمن لي أن أراني في حماه … وألثم من ثراه الترب لثما
فلى شرف إذا مرّغت خدى … بقرب نعاله والدمع دهما
وأكحل من ثراه جفون عيني … فيكسيها الضيا لو كنت أعمى
فكم شفيت بدعوته مراض … وكم قد أبرأت صما وبكما
وكم أبرا بلمسة راحتيه … ذوى العاهات من ألم ألما
فذاك أجل خلق اللّه طرّا … وأرفأهم بهم وأشد رحما
فريد في المعاني والمعالي … سما فوق السماء فكان أسما
حبيب قد حباه اللّه وحيا … وأسرارا مكتّمة وعلما
دعاه لسره والقرب منه … فأودعه به حكما وحكما
هدانا من ضلالتنا بدين … متين قيم للشرك أقما (١)
بحد حسامه فتح ونصر … به انحمست طغاة الكفر حسما
أباد المشركين بمرهفات … وأورث من بغى همّا وغما
فذاك محمد خير البرايا … وأحمد من سما وبه تسما
أجل العالمين وخير مولى … يسود على الورى عربا وعجما
ومن حنت للقياه المطايا … وجدت في السرى عرما وحرما
حنايا كالقسى لها سهام … مراميها برامة خير مرمى
تبلغنا المرام لمن إذا ما … دعا بدعائه أحيا الأرما
ومن يرجو به المداح فيه … قبولا للمديح وإن تنما
به نظم المحلّى به ابتكارا … عقود جواهر تسمو وتنمى
(١) هنا تنتهى النسخة التونسية، ويكون الاعتماد على النسخة السليمانية فقط.